قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن جيش الاحتلال يقاتل حزب الله منذ 8 أيام على الجبهة الشمالية ولم يقترب حتى اللحظة من تحقيق هدفه من الحرب بإعادة سكان الشمال المحتل.
وأضاف أبو زيد أنه رغم الدمار الكبير في بنية حزب الله واختراقه إلا أنه جرّد الاحتلال من هدفه، والاحتلال منهزم بكل المفاهيم العسكرية والسياسية والاستراتيجية.
وأشار إلى أن عدم قدرة الاحتلال من تحقيق هدفه وتهجير سكان حيفا بدا كأن المشكلة تتدحرج لديه وفق بيانات الأمم المتحدة وهو في مأزق، ويبدو أن ذاهبا باتجاه استراتيجية تقطيع الأطراف بحيث يجعل حسن نصر الله وحيدا للرضوخ والموافقة على شروط الاحتلال، خصوصا بعدما وضع قائمة تشمل 9 شخصيات من الحزب استهدف 6 منها وبقي 3.
واعتبر أبو زيد أن المصلحة الأردنية تكمن في انتصار المقاومة الفلسطينية بكل أبعادها، ولو انهزمت فأول ما سيلتفت إليه الكيان واليمين المتطرف هو الشرق نحو الأردن، قائلا: “لن نعنى بالشخصيات ولا نتفق مع حزب الله أيدولوجيّا ولكن الآن نتفق معه لأنه يسند غزة وبعد ذلك لنا ما لنا وعلينا ما علينا”.
وأوضح أن الاحتلال منذ صباح الثلاثاء توسع في نطاقه الجغرافي حتى وصل أغلب مناطق سهل البقاع، قابله حزب الله بصواريخ وصلت حتى سهل مرج بني عامر، ما يعني أنه عمّق استهدافه فيما تشير المعلومات إلى أن حزب الله أطلق حتى اللحظة منذ صباح اليوم 300 صاروخ.
وقال: “اليوم مع ساعات المغرب استخدم حزب الله صواريخ فادي 3 في قصف قاعدة شمشون، وتم قصف 4 قواعد جوية أخرى. يبدو أن حزب الله بدأ الضرب في خلف الخطوط الجوية للاحتلال بحيث يتم ضرب قواعد الإسناد ما يعزز أن الاحتلال لن يستطيع الاستمرار بعملية جوية حتى ما لا نهاية، ولغاية الآن كل ما يستخدمه الاحتلال هو كتلة نارية كبيرة جدا ودخل العملية العسكرية من منطق المنتصر، كذلك يركز على البنية التنظيمية لحزب الله، والآن يركز على ترسانة التسليح للحزب، لكن تقريبا مع ساعات ظهر اليوم كان هناك ما يبدو أن حزب الله أعاد توازنه وعملياته أصبحت منتظمة ومنضبطة، ويبدو أن سلسلة القرار بدأت تتعافى”.
وأكد أبو زيد أن مفهوم الانتصار في علم السياسة من بعد الحرب العالمية الثانية اختلف وأصبح يعتمد على كسر الإرادة وهو ما فعلته المقاومة الفلسطينية، والدليل أنه لم يحقق بعد 354 يوما من الحرب على غزة أي من أهدافه الأربعة التي وضعها المستوى السياسي للمستوى العسكري، بل على النقيض تماما تعمقت الأزمة بين المستويين.
وتابع: “مفهوم النصر ليس كما يعتقد نتنياهو الذي استخدم مفهوم النصر المطلق، فلا يوجد في كل الأعراف ما يسمى بالنصر المطلق. المقاومة الفلسطينية في غزة اليوم ما زالت متماسكة وتضرب الاحتلال، والأخير أدرك أن هناك استعصاء عسكري والمسار الدبلوماسي فذهب لفتح جبهة الشمال في مسعى لإقناع حائط الصد من اليمين الإسرائيلي”.
ولفت أبو زيد إلى أنه لا يمكن لأي فرقة عسكرية بعد 354 يوما من القتال في غزة تعرضت للتهشيم أن تستكمل مهمتها مع حزب الله في الشمال.
وختم أبو زيد حديثه بالتأكيد أن الاحتلال لن يسير نحو عملية عسكرية تقليدية، فالبيئة الإقليمية لا تدعم، ولن لن تدخل قوات الاحتلال إلى الجنوب اللبناني بناء على مؤشرات البيئة الدولية التي لا تدعم خيار دعم الاحتلال، خصوصا أن أوروبا لن تتحمل أعباء صراع جديد في الشرق الأوسط وتزيد أعباء الحرب في أوكرانيا، والولايات المتحدة الأمريكية لن تقبل عسكريا وسياسيا بتوسيع دائرة الصراع.