ليست الحروب مجرد احصاءات، وليس #الضحايا مجرد ارقام. ولكن، ايضا، بلغة الحروب والمواجهات، لا بد من ارشفة الاعداد، لان في الرقم اكثر من عبرة واستنتاج.
في حرب تموز 2006، والتي استمرت نحو شهر، بلغ عدد الضحايا 1200 قتيلا.
وفي ايلول 2024، وفي غضون اسبوع فقط، يقترب العدد الى الألفين، فأي مقارنة تجوز بين الحدثين المشؤومين؟
1200 قتيلا
“حرب تموز” هي العمليات القتالية التي بدأت في 12 تموز 2006 بين “حزب الله “والجيش الإسرائيلي. استمرت 34 يوما في مناطق مختلفة من لبنان. من الجنوب الى الشمال، والبقاع وجبل لبنان، دمرّت البنى التحتية للبنان والجسور ومحطات الكهرباء. يومها، كان يراد تقطيع اوصال البلد، ولم يستثن مطار بيروت والمرفأ. عامها ايضا، نزح الجنوب. دمرّت الضاحية الجنوبية، وادخل لبنان، مرة جديدة، في اتون حرب، لم تدم طويلا.
بالارقام، رسمت الصورة الاتية:
عدد النازحين: 600 الف.
الضحايا: 1200 قتيلا من المدنيين، و43 من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.
الجرحى: 4409 جريحا من المدنيين.
على صعيد “حزب الله”، كانت أرقام مقاتلي الحزب تتضارب، ففي حين تحصي اسرائيل عادة، عدد قتلاها وقادتها، وتؤرشفهم، تتكتم مصادر “حزب الله” عن تقديم احصاء دقيق عن عدد قتلى قادة الحزب وعناصره، او عن خسارة مخزونه العتادي من الاسلحة والصواريخ. اذ اعترف “حزب الله”، خلال “حرب تموز” بمقتل 250 مقاتلا من الحزب، في وقت اشارت اسرائيل، بعد انتهاء الحرب، الى مقتل 530 مقاتلا من الحزب.
“اسناد غزة”؟!
اما اليوم، ومنذ 8 تشرين الاول، اعطيت تسميات مختلفة للاشتباكات التي دخل فيها لبنان. من هنا، تختلف العمليات راهنا عن “حرب تموز”.
من “قواعد الاشتباك” جنوبا، الى “الهجوم المركز” و”الغارات المكثفة والدقيقة” التي تصاعدت بشكل درامتيكي، منذ نحو اسبوع. هذا فضلا عن الاعتداءات غير المسبوقة، التي تمت عبر تفجير اجهزة “البيجر” والاجهزة اللاسلكية.
كل هذه العوامل تجعل من الحرب الاخيرة مختلفة تماما عن “حرب تموز”.
ولعل الاختلاف الاكبر والابلغ هو في الارقام. حتى كتابة هذه السطور، ترصد الحصيلة الاتية: (هي مرّشحة الى الارتفاع نظرا الى ان الحرب قد فتحت تماما).
في غضون يومين، سجل 100 الف نازح فقط من الجنوب، اي باستثناء البقاع والضاحية الجنوبية.
في غضون اسبوع، اقترب عدد الضحايا من الالفين، وفق الصورة الاتية:
في 17 ايلول الفائت، فجرّت اجهزة “البيجر”: 12 ضحية و2800 جريح.
في 18 ايلول الماضي، فجرّت الاجهزة اللاسلكية : 25 ضحية و700 جريح.
في 20 ايلول الفائت، غارة اسرائيلية على الضاحية الجنوبية: 54 ضحية و66 جريحا.
ومن ثم كرّت السبحة، وارتفعت وتيرة الغارات والاستهدافات، جنوبا بقاعا، على الضاحية الجنوبية وبعض مناطق جبل لبنان، في كسروان والشوف،
حتى تراوح عدد القتلى في اليوم الواحد، بين الـ300 و500 ضحية.
وقد أعلن وزير الصحة فراس الأبيض، قبل يومين، قبل الجولة الاخيرة من الاعتداءات التي فاقت كل ما سبقها، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى 558 ضحية وأكثر من 1800 جريح، في أعلى حصيلة تسجّل في يوم واحد منذ حرب 2006 بين إسرائيل و”حزب الله”.
في اليومين الاخيرين، كانت ارقام مرعبة تتجاوز المئة في اليوم الواحد، وترجح مصادر غير رسمية وقوع ما بين 300 الى 400 ضحية منذ الجمعة والى السبت.
هذا، ولم يتم رصد بعد عدد المفقودين نتيجة الصعوبة في رفع الانقاض والركام
واستكمال انتشال الاشلاء والرفات.
اما على صعيد “حزب الله”، لم يتطرق الحزب، بتاتا، إلى مسؤوليات مقاتليه الذين يسقطون ورتبهم ويكتفي بنعيهم على أنّهم “مجاهدون” فقط، فيما يعلن الجيش الإسرائيلي عن رتب بعض المقاتلين الذين يقتلهم. ومنذ 7 تشرين الاول، استهدفت اسماء من “حزب الله” تبيّن أنّ لها أدوراً عسكرية وميدانية بارزة، فيما لم يخسر الحزب “النوعية نفسها” من القادة والعناصر خلال “حرب تموز”. ومن خلال الرصد الاولي امكن تسجيل ابرز قادة “حزب الله” المستهدفين، حتى اول من امس، وهم:
• ابرهيم عقيل: قائد “وحدة الرضوان”.
• احمد وهبي تولى قيادة “وحدة الرضوان” حتى مطلع العام الجاري.
• فؤاد شكر القائد العسكري الاول لـ”حزب الله”.
• محمد نعمة ناصر قائد “وحدة عزيز”.
• طالب سامي عبد الله قائد “وحدة نصر”.
• وسام طويل قيادي في “وحدة الرضوان”.
• علي حسين برجي قائد “وحدة الطائرات المسيّرة”.
هكذا، يتبين ان هناك اختلافا “دراماتيكيا” بين اليوم و”حرب تموز”، لناحية عدد الضحايا والجرحى، وان كان حجم الخسائر، امنيا واقتصاديا، التي طالت البلاد برمتها، لا يزال مرهونا بتطور الاحداث وتسارعها… اذ ان “قواعد الاشتباك” اتجهت الى منحى اخر
اختلاف “دراماتيكي” في عدد الضحايا بين اليوم و”حرب تموز”!
موقع إخباري أردني شامل مستقل ينقل لكم الأخبار المحلية والعالمية اول بأول بصدق وشفافية ننقل لكم الخبر لتكتمل عندكم الصورة