مع سقوط قيادات الصف الأول والثاني في “#حزب الله”، في سلسلة الضربات الاسرائيلية على معاقل الحزب، برز الى الواجهة اسم #هاشم صفي الدين الذي يتولى منصب رئيس المجلس التنفيذي لـ”حزب الله” كخليفة محتمل للأمين العام السيد #حسن نصرالله الذي قضى في الغارة التي استهدفت المقر العام للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة.
يرتبط صفي الدين بصلة قرابة عائلية مع حسن نصر الله، تظهر أيضاً في الشكل وطريقة الكلام وحتى اللثغة بحرب الراء.
يشرف بحكم منصب كرئيس للمجلس التنفيذي على نشاطات حزب الله الاقتصادية والاجتماعية واليومية الحساسة، من إدارة مؤسسات الحزب الى إدارة أمواله واستثماراته في الداخل والخارج.
من مواليد عام 1964 من بلدة دير قانون النهر في منطقة صور بجنوب لبنان. أكمل دراسته الدينية في مدينة قم الإيرانية. زوجته ابنة رجل الدين الشيعي المعروف محمد علي الأمين، عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في البلاد، وصفي الدين ابن عمة والدة حسن نصر الله ومقرب منه.
يرتبط صفي الدين بعلاقة خاصة مع ايران تمنحه نفوذا في الهرم القيادي للحزب، فشقيقه عبد الله ممثل الحزب في ايران، وابنه رضا هاشم متزوج من زينب، ابنة قائد فيلق قدس السابق قاسم سليماني الذي قتل في غارة أميركية في العاصمة العراقية بغداد.
يعتبر صفي الدين من مؤيدي النظام الإيراني، ويرى أن “نظرية ولاية الفقيه من أهم النظريات التي أخرجها الإمام الخميني من الأدلة الشرعية والعقلية حتى تكون مشروعاً كاملاً يعالج أهم المشكلات التي واجهت الحركات الإسلامية والتي أدت إلى حالة التشرذم”. وفي إحدى كتاباته يتطرق من بعيد إلى تجربة رجال الدين الشيعة في قم وأهميتها مقارنة بتجربة النجف، وتأثيرها على الفكر السياسي لدى الشيعة بلبنان، فيقول إن «الساحة الإسلامية الشيعية اللبنانية كان الغالب عليها الانحياز الكبير لمنتجات الفكر الآتي من النجف ولتجربته في كثير من الأحيان بينما غاب عنها إلى حد كبير الخصوصيات القمية إلا في بعض الحالات النادرة، وبشكل مفاجئ وخلافاً للتوقعات المعيشة في عموم الساحة الإسلامية أطل فجر الانتصار للثورة الإيرانية بقيادة الإمام الخميني ليحقق حلماً كبيراً للنهج الإسلامي المتحرر معلناً نجاحاً باهراً وصاعقاً”.
وكانت تقارير إعلامية نسبت عام 2008 إلى مقربين من عائلة هاشم صفي الدين بأن هاشم واحد من ثلاثة أشخاص “كانوا موضع اهتمام وعناية عماد مغنية”، هم إضافة إليه حسن نصر الله، والشيخ نبيل قاووق. وأضافت أن عماد مغنية هو من أرسل الثلاثة الى قم لإتمام دراستهم الدينية وتسهيل أمورهم هناك.
وأصبح هذا الثلاثي أبرز قادة التنظيم، فنصر الله أصبح أميناً عاماً، والشيخ قاووق أصبح قائدا عمليا لمنطقة الجنوب الهامة للتنظيم وموقع قوته العسكرية الكبرى،، وصفي الدين مديرا تنفيذيا للتنظيم من الجانب المؤسساتي وبمثابة رئيس حكومة للحزب.
ويقول المطلعون على هيكلية “حزب الله” إن الحزب لم يكن قط من دون قيادة رديفة، وأن صفي الدين أعد من عام 1994 ليكون خليفة لنصر الله.
وعمل صفي الدين بالإدارة اليومية لشؤون الحزب، وانخراطه في إدارة المؤسسات الضخمة التابعة له وفر له فرصة حتى “يتدرب بوصفه الرئيس التنفيذي على القيادة والسيطرة على المفاصل الأساسية في التنظيم، خصوصا إدارة ملفي المال والإدارة”، وشكل القادة الثلاثة، “ثلاثي القوة” لحزب الله، فكان نصر الله القوة السياسية ومغنية القوة العسكرية وصفي الدين القوة الإدارية.
ويعتبر منصب “الرئيس التنفيذي” ثاني مواقع القيادة، حيث يتابع التفاصيل اليومية وكافة الإجراءات التنظيمية ويتحكم بكافة جوانب الحزب، كما أن رئيس هذا المجلس يعتبر بصورة تلقائية من أعضاء مجلس الشورى، وهو القيادة الفعلية للتنظيم ويتم انتخابها كل ثلاث سنوات قابلة للتجديد.
هذا المجلس يتكون من سبعة شخصيات، كان على رأسها حسن نصر الله، وتتولى كل واحدة منها ملفاً خاصاً، ويدير قطاعاً من قطاعات الحزب. ويدير المجلس التنفيذي الذي يرأسه صفي الدين مجموعة استثمارات هائلة الحجم تهدف الى تأمين الاستقلالية لحزب الله وتمويل جسده التنظيمي الضخم والذي لا يخضع لتمويل “الأموال الشرعية”(الآتية من ايران) التي ترصد للعمل المسلح.
ويذكر الى أن وزارة الخزنة الأميركية صنفت هاشم صفي الدين في تموز(يوليو) 2018 على قائمة الإرهاب.