بعد الاغتيالات والضربات القاسية التي تلقاها حزب الله اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية، وكان على رأسها اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ومعه 20 من قادة الحزب برتب مختلفة في غارات عنيفة على مقارّ حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومن قبل ذلك تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي.
كان السؤال الأكثر تداولا بين جمهور منصات التواصل الاجتماعي: هل حزب الله قادر على التعافي بسرعة وردّ الصاع لإسرائيل وأخذ الثأر لقادته وإكمال عملية دعم غزة؟ أم إن الحزب يعيش أيامه الأخيرة وتبعيته لجهات خارجية جعلته جبهة مستباحة لإسرائيل؟
ورأى مغردون أن حزب الله أمام خيارات صعبة بعد الاغتيالات المتتالية التي بلغت رأس الحزب حسن نصر الله، ولكنهم أشاروا إلى أن “المقاومة فكرة والفكرة لا تموت أو تنتهي”.
واستشهدوا لذلك بضرب أمثلة منها حين اغتال الاحتلال القائد عباس الموسوي، فهل انتصر الاحتلال أو نجح في القضاء على حزب الله؟ وقبل اغتيال نصر الله اغتال الاحتلال القائد إسماعيل هنية وقبله القائد عبد العزيز الرنتيسي وقبله القائد المؤسس أحمد ياسين، فهل انتصر الاحتلال أو نجح في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس؟
وقال آخرون إنه على الرغم من استعراض العضلات وإيهام النفس بتشكيل شرق أوسط جديد على مقاس إسرائيل، ورغم الضربات الموجعة التي وجهتها للمقاومة في لبنان، فإن واقع الحال يقول إن اسرائيل تخوض حروبا على جبهات كثيرة أكبر من حجمها وأثقل من جرمها.
ويرى هؤلاء أن إسرائيل مستنزفة في جبهات صراع كثيرة؛ في غزة والضفة ولبنان واليمن وسوريا والعراق وغيرها، ومن ثم فليس من اليسير عليها الفوز في هذه الحرب وإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط التي رسمتها لنفسها، “إنها أحلام يقظة وهلوسات غرور أكثر مما هي معطيات ووقائع”.
في المقابل، رأى باحثون أن بعض التحليلات تذهب إلى أن الانهيار المتسارع لحزب الله يعود إلى فارق القوة الواسع مع إسرائيل. وأوضحوا أن هذا صحيح نسبيا فقط، وكان يمكن للحزب تلافيه، بل وتحقيق انتصار محدود لكنه مهم، من خلال عملية رد فورية على الاغتيالات الإسرائيلية.
وأضافوا أن الحزب ارتكب خطيئتين يبدو أنهما ستقضيان عليه: الأولى هي غياب إرادة القتال الحاسمة والواضحة، وقد ظهر ذلك بوضوح بعد مقتل قائدة العسكري فؤاد شكر، إذ لم يقم برد فعل ذي شأن.
أما الخطيئة الثانية فهي الفشل الأمني المريع، وعدم القدرة على السيطرة على تسرّب المعلومات، حتى كأن أحدا ما كان يضع قيادات الحزب في المكان الخطأ لتقتلهم إسرائيل.
وطرح آخرون سؤالا قالوا فيه: كيف سيخرج الحزب من هذا المأزق الذي هو فيه خاصة بعد مقتل أمينة العام وصف القادة الكبار؟
وأشار بعضهم إلى أنه بعد اغتيال حسن نصر الله، لم تعد هناك خطوط حمراء، ولم يعد للصبر الإستراتيجي أي قيمة، فالحديث عن “الزمان والمكان المناسبين” بات خذلانًا لدماء الشهداء وتضحياتهم. وقالوا إن الوقت الآن هو وقت التحرك لوقف سياسة البلطجة التي يمارسها مجرم الحرب نتنياهو، وأي تأخير في الرد “سيزيد من جرأة الاحتلال ويُعرّض منطقتنا لمزيد من التحديات”.
وبحسب رأي بعض المتابعين، فإن الحزب في أيامه الأخيرة وإن ارتباط قراراته المصيرية بأيد خارجية هو ما جعل استهدافه سهلا، وجعله صيدا ثمينا لإسرائيل في أيام معدودة.
ومنهم من قارن وضع الحزب مع صمود فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة عسكريا واستخباراتيا في وجه الاحتلال الإسرائيلي على الرغم من العدوان المستمر منذ قرابة عام.
المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي