المبادرة بإمكانية استخدام الطرف الجديد بعد ساعة واحدة من تركيبه، تعكس هذه المبادرة التي تعتبر الأولى من نوعها مدى الجهود الأردنية المبذولة لتحسين جودة الحياة للأشخاص الذين فقدوا أطرافهم نتيجة الحرب الدائرة هناك ، كما وتسعى المبادرة إلى أن تصل الأطراف الاصطناعية العلوية والسفلية إلى نحو 14 ألف مصاب.
واستكمالاً للمبادرات الملكية، أنهت القوات المسلحة الأردنية الأسبوع الماضي تجهيز مستشفى عسكري ميداني متخصص للنسائية والتوليد، الذي سيتم ارساله إلى غزة على 4 مراحل ليكون الأول من نوعه في العالم، بهدف دعم المستشفى الميداني الأردني الخاص/4 الواقع في جنوب القطاع، وسيعمل على إدارته 82 من الكوادر الطبية والتمريضية والفنية والإدارية، من ضمنهم 55 من نشميات الخدمات الطبية الملكية، ويشمل غرفتين للولادة، وغرفة عمليات، و30 سريراً للمرضى، بالإضافة إلى صيدلية ومختبر وبنك دم، ومن المتوقع أن يكون جاهزاً لاستقبال الحالات في منتصف شهر تشرين الثاني المقبل، بهدف تعزيز خدمات الرعاية الصحية المقدمة للأمهات والمواليد في ظل الأوضاع المتدهورة .
وساهمت القوات المسلحة الأردنية بشكل كبير في عمليات الإجلاء للأردنيين في القطاع، وعملت على تأمين عودتهم، وتضمنت العملية إجراءات لوجستية دقيقة لضمان سلامة المواطنين أثناء خروجهم من القطاع الذي يشهد ظروفاً أمنية صعبة، كما تم توفير الرعاية الطبية والدعم اللازم لهم، ويأتي ذلك في إطار حرص المملكة على حماية مواطنيها وتقديم مختلف أشكال الرعاية في الأزمات والمواقف الطارئة.
بقي أن نؤكد أن الجهود المبذولة تشكل بوابة للمساعدات الإنسانية لأهلنا في غزة وفلسطين مهما كان الثمن وبلغت التضحيات، اذ قدمت القوات المسلحة شهداء الواجب الإنساني والإغاثي وهما كل من الشهيد الرقيب عماد عطا العرام والشهيد الجندي يحيى عثمان الصياح، وهنا يظهر جلياً أن العمل الإغاثي لا يقل خطورة عن الواجب العملياتي الذي لم ولن تتوانى القوات المسلحة عن ترجمة التوجيهات الملكية على أرض الواقع لتكون غيثاً اردنياً نبيلاً يشد من عضد اخوتهم في العروبة والمصير.