عشية مرور سنة على بدء الحرب على غزة، نظمت كنيسة قلب يسوع الأقدس في تلاع العلي، بالتعاون مع المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، مساء أمس الأحد، وقفة صلاة وترانيم وإضاءة الشموع من أجل وقف نار الحرب وإيقاد شعلة السلام في فلسطين ولبنان، ومن أجل ديمومة الاستقرار في الأردن العزيز.
بدأ القداس بدخول الموكب المحتفل، تقدمه أعضاء الكشافة وهم يرفعون علمي الأردن وفلسطين، ليترأس من بعده كاهن الرعيّة ومدير المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر القداس الحاشد، بمشاركة الأب فارس سرياني، والأب وجدي الطوال، والشماس جبران سلامة، والشدايقة، وسط حضور غفير من المصلين.
وألقى الأب بدر عظة أشار فيها إلى أنّ هذا القداس يأتي استجابة للدعوة التي أطلقها قداسة البابا فرنسيس وبطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا بتخصيص يوم السابع من أكتوبر يومًا للصلاة والصوم والتوبة. وقال: “بعد مرور عام على الحرب الشرسة التي أريقت فيها دماء كثيرة، وذهب ضحيتها عشرات الألوف من الشهداء والجرحى، جئنا لنرفع الدعاء إلى ربّ السلام بأن يسكت أصوات الأسلحة، ولكي تعود للكرامة الإنسانيّة احترامها وتقديرها ونبلها وأصالتها وقداستها”.
وشكر الأب بدر كلّ الجهود الإنسانيّة التي أيضًا وجدت لنفسها طريقًا وقنوات بالرغم من صعوبة وصول المساعدات، ولكل من أسهم في هذا العام لكلّ من أوصل لقمة خبز، أو قال كلمة حقّ في هذا العالم المتصارع. وحيّا الأب بدر الجهود التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، وهو الذي يذكّر العالم بأنّ القضيّة الفلسطينيّة لم تبدأ منذ السابع من أكتوبر، وإنما هي قضية عمرها ستة وسبعون عامًا من النضال الفلسطيني، والتوق والعطش لحياة الاستقلال والحريّة والكرامة والدولة المستقلة.
كما حيّا الأب بدر جهود سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وجلالة الملكة رانيا العبدالله، والجيش العربي الذي يواصل الليل والنهار في مداواة المصابين، وبالأخص في المستشفيات الميدانيّة التي تُشرف عليها الخدمات الطبيّة الملكيّة، وصقور سلاح الجوّ الملكيّ في تقديم المساعدات الغذائيّة والطبيّة لشعب غزة بشكلٍّ متواصل، كما ولجميع شعوب العالم الأحرار الذين يرعبهم إراقة الدماء وخرجوا للتظاهر وقول كلمة الحقّ من أجل العدالة.
وأشار الأب بدر أيضًا إلى جهود قداسة البابا فرنسيس ونداءاته على مدار عام كامل من أجل وقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانيّة بكل يسرّ، وقال بأنّ الحبر الأعظم يقود تيارًا دائمًا من أجل إسكات صوت الحرب، والتي هي دائمًا هزيمة، ليس فيها لا رابح ولا خاسر، لأنّ الجميع فيها خاسرون. ولفت إلى أنّ البابا فرنسيس، ومنذ الحرب على غزة، يهاتف يوميًّا كهنة وراهبات كنيسة العائلة المقدّسة للإطمئنان على المؤمنين المقيمين في الكنيسة بعد نزوحهم من بيوتهم جراء القصف والتدمير.
ورفعت الآنسة كارول هايل علمات، صلوات باسم الحضور فقالت: “نرفع صلاتنا في هذا المساء المبارك من أجل الأردن الأغلى، بلد المعمودية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، لكي يعضدهما الله بالقوة والحكمة في جهودهما الدؤوبة من أجل السلام والعدالة واحترام حقوق الإنسان ولكي يحفظ الله الأردن وطننا الأعز، ويديم عليه نعمة الأمان و الاستقرار فيبقى دومًا واحة سلام ومودة لجميع الشعوب. إلى الرب نطلب”.
وفي نهاية القداس، أضاء المصلون الشموع ليتحوّل المشهد إلى صورة فسيفسائيّة تعّبر عن التكاتف والتضامن ووحدة الروح في الصلاة من أجل اسكات الحرب الدائرة على غزة والضفة الغربية ولبنان، فيما أنشدت الجوقة ترنيمة خاصة من أجل السلام، ليتم من بعدها تلاوة الصلاة التي اقترحها الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس، ليوم الصلاة والصوم والتوبة من أجل السلام.