قال رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي، الاثنين، إن ظاهرة الشفق القطبي أو “الأورورا” تظهر بشكل واسع في أجزاء مختلفة من العالم، وخاصة المناطق التي تقع جنوب القطب الشمالي في شمال القارتين الأميركية والأوروبية، ومناطق شمال القطب الجنوبي.
وأشار إلى أن سبب هذا الظاهرة، هو النشاط الشمسي الذي حدث خلال الأيام القليلة الماضية، حيث حدثت انفجارات في عدة بقع شمسية ARs3842,3844,3848 واطلقت العنان لتوهجات شمسية متوسطة وقوية من مستوى X7 و X9.
وبين أن هذه الانبعاثات الكتلية الإكليلية التي قذفت من الشمس في 3 و 4 تشرين الأول الحالي وخاصة القوية والناتجة من البقعة الشمسية AR 3842.
وتابعت الجمعية الفلكية الأردنية نشاط البقع الشمسية ورصدتها وصورتها وقارنتها مع المراصد الشمسية العالمية.
وأكد على أن تأثير هذه الظواهر على الأردن غير وارد بسبب موقعة الجغرافي على الكرة الارضية، وبعده عن الاقطاب. لكن ليس لها تأثير مباشر على الإنسان بشكل مباشر.
وأضاف أن “العالم ما زال تحت تأثير الرياح الشمسية التي ضربت الأرض خلال الأيام الماضية وما زالت تضرب الأرض وسرعتها اليوم تساوي 1.7 مليون كيلومتر في الساعة”.
وحسب مراكز مراقبة التأثيرات على الأمواج الراديوية وانقطاعاتها، وصل مستوى الانقطاع الراديوي في الجزء العلوي من شمال الكرة الأرضية من المستوى البسيط R1 إلى المستوى القوي R3، إذ تشير R3 إلى انقطاع واسع للاتصالات اللاسلكية ذات التردد العالي وقد تؤدي إلى فقدان الاتصال اللاسلكي لمدة ساعة على الجانب المضاء بنور الشمس من الأرض، وتدريج حالة الانقطاع هو عبارة عن تدريج من 1 إلى 5.
وأضاف السكجي أن هذه الانقطاعات كانت بنسب متفاوتة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حيث كان أعلاها صباح الاثنين الساعة 12:19 وتستمر التأثيرات حتى يوم الاربعاء القادم الموافق 9 تشرين الأول 2024، فيما لا زالت المراكز المتخصصة في طقس الفضاء ترصد وتقييم التأثيرات التي سوف تحدث من العاصفة الحالية.
وأوضح أنه “عندما تقترب الرياح الشمسية من الأرض تتفاعل مع المجال المغناطيسي الأرضي إذ تشكل عواصف جيومغناطيسية، وهي اضطرابات في الغلاف المغناطيسي الارضي، وتكون ضعيفة او متوسطة أو قوية حسب التدريج المستخدم في تصنيف هذه العواصف وهو تدريج من 1-5”.
وأشار السكجي إلى أن العاصفة الجيومغناطيسية الحالية تعتبر قوية من الدرجة الثالثة، وقد حدثت عاصفة مشابهة في شهر أيار الماضي، حيث كانت عبارة عن سلسلة من العواصف الشمسية القوية ذات التوهجات الشمسية الشديدة، وهي الأقوى التي تؤثر على الأرض منذ مارس 1989، وأنتجت الشفق القطبي عند خطوط عرض أكثر بكثير من المعتاد في كل من نصفي الكرة الشمالي والجنوبي.
وجرى رصد بعض التأثيرات الأرضية مثل انقطاع في الاتصالات الراديوية، وتأثيرات في نظم الملاحة GPS واضطرابات في خطوط الضغط العالي وبعض التأثيرات على الاقمار الصناعية.
ويذكر أن أكبر عاصفة مغناطيسية ضربت الأرض تُعرف بعاصفة كارينجتون، وتُصنف العاصفة الجيومغناطيسية التي حدثت في شهر أيار الماضي ضمن فئة عواصف كارينجتون التي أدت إلى قطع الاتصالات التلغرافية في عام 1859.
وقال السكجي إن العواصف الجيومغناطيسية تؤثر على مسارات الطيور المهاجرة وعلى موجات الراديو والاتصالات والملاحة الفضائية، والمحولات الكهربائية وخطوط الضغط العالي، والأقمار الصناعية، والطائرات فوق المناطق القطبية، ومعظم العواصف الجيومغناطيسية تؤثر على المناطق العلوية او السفلية القريبة من الاقطاب.
وينشأ المجال المغناطيسي للشمس من الاضطرابات في البلازما عبر الطبقات الخارجية لسطح الشمس، وليس من أعماق النجم كما كان يُعتقد سابقًا، حسب بحث حديث نُشر في مجلة “الناتشر” المرموقة في 24 أيار من هذا العام. هذه الدراسة قد تساعد في فهم التوهجات والنشاط الشمسي بصورة أعمق.
الرياح الشمسية هي إحدى مظاهر النشاط الشمسي، وهي حزم من الجسيمات المشحونة المنبعثة من الطبقة الخارجية للغلاف الجوي للشمس، والتي تُعرف بعدة مسميات مثل طبقة الكورونا أو الهالة الشمسية أو الإكليل الشمسي. المادة التي تشكلها تُسمى البلازما، وهي الحالة الرابعة للمادة، وتتكون غالبًا من إلكترونات، وبروتونات، وجسيمات ألفا، وعناصر متأينة، تصاحبها إشعاعات كهرومغناطيسية عالية الطاقة من مستوى أشعة إكس وجاما.
تنشأ الرياح الشمسية عن طريق التمدد الخارجي للبلازما في الإكليل الشمسي، حيث يتم تسخين البلازما باستمرار إلى درجة تجعل جاذبية الشمس غير قادرة على تثبيتها. عندما تدور الشمس (مرة كل 27 يومًا)، تلتف حول خطوط مجالها المغناطيسي فوق مناطقها القطبية، مما يشكل دوامة دوارة كبيرة تخلق تيارًا مستمرًا من الرياح الشمسية. تأتي هذه الانبعاثات من بقع كبيرة لامعة تُسمى “الثقوب الإكليلية” في هالة الشمس.
وتمتد خطوط المجال المغناطيسي لهذه الثقوب إلى الخارج، فوق المناطق النشطة من البقع الشمسية على سطح الشمس، حيث تحبس خطوط المجال المغناطيسي بعض البلازما وتمنعها.
والبقع الشمسية تشابه الثقوب الإكليلية من حيث أنها أغمق وأبرد من بقية قرص الشمس، لكنها تتشكل في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي للشمس الذي يُسمى الغلاف الضوئي. على عكس الثقوب الإكليلية، تكون البقع الشمسية مناطق ذات مجال مغناطيسي قوي جدًا، حيث تكون الخطوط المغناطيسية ملتوية.