رحل ولا يزال حاضرا في قلوب محبيه، رحل مخلفا وراءه ذكريات مؤلمة لشخصه الموقر، فقد كان قريبا إلى طلابه، محبا لزملائه في جامعة مؤتة، مواظبا على صلاة الفجر، فعطر بأخلاقه سيرته الحميدة، ليكون الأستاذ الراحل أحمد الزعبي، عبقا يستحق ذكره.
وفي تطورات قضية جريمة القتل الذي راح ضحيتها أحمد الزعبي، الجمعة المنصرم، وجه مدعي عام الجنايات الكبرى تهمة القــتل العمد للطالب الذي أنهى حياة أستاذه بـ13 طعـــنة أصابت مختلف أنحاء جسده، على وقع استذكاره، والدعاء له.
المدعي العام، من جهته قرر توقيف المتهم 15 يومًا قابلة للتجديد في مركز الإصلاح والتأهيل، في الوقت الذي أكد مصدر مقرب من التحقيق، أن الطالب المتهم شوهد من خلال “كاميرات” مسجد في محافظة الكرك (مسرح الجريمة) وهو يدخل ويخرج، ليعود
مرة أخرى حاملًا ســـكينًا بيده، ويطعن أستاذًا جامعيًا.
سيرة مرضية نفسية
وكان مصدر مقرب أكد أن الجاني هو طالب “هندسة حاسوب” في نفس الجامعة ولديه سيرة مرضية نفسية ولدى طبيب خاص، وكان يراجعه ويصرف له الأدوية، الأمر الذي شكل صدمة للكثيرين.
وبين أنه نشأ لدى المتهم القلق والاكتئاب أو الذهان أو مرض الفصام العقلي ، ما أدى إلى نشوء حالة من الوهم الاضطهادي بحيث انه اختار ضحيته وأعد العدة وجهز لقتـــله وتربص له ونفذ به جريمـــــته البشعة.
هلاوس سمعية وبصرية
وأشار المصدر إلى عدم وجود أي عداء سابق بين المتهم والمغدور، إلا أن المتهم وقع تحت تأثير هذه الهلاوس السمعية والبصرية التي نشات عنده حالة من الشكوك بأنه حتى الطعام الذي يتناوله كان مسموماً أو مسحوراً وكان يحاول تجنبه ايضاً.
وبين أنه اعتدى بالضرب المبرح على والدته من فترة قبل وقوع الجــــريمة بيومين أو ثلاثة أيام قام بالاعتداء على والده وتقدم والده بشكوى لدى المحافظ وحماية الأسرة.
والد المتهم لم يتابع شكواه لضبط ابنه وايداعه إلى مستشفى الأمراض العقلية لأنه هناك إجراءات تلزم الأهل بالتعاون خاصة أن والده داخل الحرم الجامعي بالتالي يصعب التعامل مع “المكان” إلا إذا كان هذا الشخص المطلوب خارج الحرم الجامعي.
المتهم سلم نفسه
الشاب المتهم وبعد تنفيذ جريمته اتصل بوالده وأخبره أنه قام بارتكاب جريمة قتل وقال له :”سكروا الباب” أنا ارتكبت جريمة قتل” وذهب مباشرة وسلم نفسه إلى الشرطة، وفقا للمصدر الذي أوضح أن والد المتهم صعق من الخبر إذ أن الضحية هو صديقه الأمر
الذي زاد من وطأة الحادثة المؤسفة
وكانت عائلة القاتل قد أصدرت بيان شجب واستنكار للجريمة البشعة التي راح ضحيتها الأستاذ الدكتور أحمد صالح الزعبي من منطقة خرجا في إربد.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي منذ وقت الجريمة بالحادثة المؤلمة التي لا يزال وقعها مسيطر على عدة صفحات، وسط نعي طلاب وأكاديميين وأصدقاء، الراحل بعبارات مؤثرة، داعين له بالرحمة والمغفرة كما استذكرت جامعة مؤتة مناقب الراحل الحميدة
ومهنيته، والتزامه وتفانيه.