ترتجف يداها وهي تمسك بعكازها الذي يعينها على كل شيء، بعد أن حصلت عليه من التبرعات.
تنظر إلى المارة وهي تستذكر أيام شبابها والكواليس التي جعلتها تصل إلى حالتها اليوم، وترثي نفسها حيث لا أنيس لها ولا جليس. تمر في ذاكرتها تفاصيل يوم منذ 46 عامًا، ومنذ ذلك الحين وهي تعيش في شقاء على أمل أن ترتاح يومًا ما، لكن الزمان لم يحتفظ لها بجميلها، كما تعبر. سيدة مصرية تروي حكايتها ..
عملت في كل شيء، في البيوت والمحلات ومع مقاولين، وبعت خضارًا في السوق، وهو عملي الذي أمارسه حتى الآن. ربّيتهم وعلمتهم، والآن جميعهم في وظائف جيدة، ولا أرى أن الدنيا قد قصرت معي في شيء، لا في أولاد ولا في مال، لكنهم استكثروا عليَّ أن أرتاح من قعدة الشارع»، وفق حديثها.«كل يوم أستيقظ في الساعة 4 صباحًا لأصلي، ثم أنزل الشارع لأبيع ما أستطيع. أعيش في غرفة في الدور الأخير، ولا أستطيع صعود السلم. طبعًا، لا يكفيني ما آكله أو علاجي. وأهل الخير الذين يعرفون حالتي يجلبون لي الطعام أو الملابس في الشتاء، وطبعًا العلاج. لكن لا أحد يصدق أن أولادي يعيشون مرتاحين، ولا أحد يسأل عني».عرفت صفية أنه يمكنها الحصول على نفقة من أولادها، وهذا حقها بعد كل هذه السنين، فقررت اللجوء إلى محكمة الأسرة بالجيزة، وأقامت دعوى نفقة ومصروفات علاجية تحمل رقم 52370 أحوال شخصية.