بينَ صراعاتٍ دوليةٍ وتخبطاتِ ميدانيةٍ تقفُ غزةَ وسطَ النزاعِ، مكبلةً مقيدةً بوجهِ المدفعِ المعادي، فجريحٌ هنا وقتيلٌ هناك، لفحاتٌ منْ صرخاتِ ضحايا حربِ أسلحةٍ مدمرة، وفقدا جوعُ تضرعية. الأرضُ تبكي والسماءُ تواسي والبردُ يحتضنُ منْ غفلَ عنهمْ العالمُ وكأنهمْ لا يرونَ الدمار. فقلوبُ اختارتْ أنْ تقفَ على الحافةِ وتشاهد، وأخرى تدخلتْ ليقالَ عنها في الصحفِ والأخبار، وكثيرا منها يلقي بالمسؤوليةُ على هذا وذاكَ، حتى سقطتْ لبنان لتصبحَ جرحاً نازفاً آخرٌ، جريحٍ في لبنان وقتيلٍ في غزة، أينَ العدلُ في عالمٍ يحكمهُ القانون؟ أينَ المروءةُ والحقُ بالحياة؟ أينَ يقضى دينَ أطفالٍ فقدوا عائلاتهمْ بأسرها؟
غزة تصرخُ طالبةَ المساعدةِ ولبنان تلبي النداءَ بحرقةٍ يائسةٍ، شهقاتِ وآهاتِ تحملِ معها هموما أثقلتْ كاهلهم، وفتحتْ دفاترُ الألمِ والمعاناةِ، وبرغمِ منْ هذا تأبى اليأس، وتبعثَ على الصمودِ والرد، جريحينِ يقاومانِ معاً وينشدان صورةَ النصرِ ليعانقَ الأمانُ طفلاً بكى خوفا، وعاندَ جوعا صامتا.
“جريح في لبنان … وقتيل في غزة”الكاتبة رنا ممدوح المساعيد
موقع إخباري أردني شامل مستقل ينقل لكم الأخبار المحلية والعالمية اول بأول بصدق وشفافية ننقل لكم الخبر لتكتمل عندكم الصورة