عندما ألقت كامالا هاريس خطابها الختامي في حملتها الانتخابية، أمام عشرات الآلاف من مؤيديها، كان الرئيس جو بايدن متواريا عن الأنظار.
غياب بايدن عن الحدث البارز، هو المثال الأحدث على دفعه إلى الهامش في الحملة الرئاسية لنائبته الديمقراطية، وفقا لما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من بايدن وفريقه القول إن تضاؤل دوره أمر بالغ الصعوبة عليه، وأشار بعضهم إلى أن بايدن “نادم إلى حد ما” على الانسحاب من الانتخابات، فيما يقول آخرون إن تركيزه حاليا مُنصب على بناء إرثه، الذي سيشمل مكتبته الرئاسية.
تحديات بسبب بايدن وخلال حملتها، واجهت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تحديات بسبب ارتباطها ببايدن في ظل استياء الناخبين من ارتفاع التضخم، وزيادة المعابر غير القانونية على الحدود الجنوبية مع المكسيك، في حين كان تصريحها بأنها “لم تكن لتفعل شيئا مختلفا عن الرئيس”، مثار هجوم جديد من الجمهوريين.
ووفقًا لاستطلاع حديث أجرته “وول ستريت جورنال”، فإن 57٪ من الناخبين لديهم رأي غير إيجابي عن بايدن الذي تسبب في صعوبات لحملة هاريس عندما بدا وكأنه يقول إن أنصار خصمها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب “قمامة”.
ورغم تأكيد البيت الأبيض أن بايدن كان يشير إلى الممثل الكوميدي توني هينتشكليف، الذي أدلى بتعليقات فظة في تجمع لترامب الأحد الماضي، إلا أن الجمهوريين استغلوا التعليق، وقارنوه بإشارة وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الديمقراطية في 2016 هيلاري كلينتون، إلى أنصار ترامب باعتبارهم “مثيرين للشفقة”.
وبدا أن بايدن كان يُدرك أن هاريس ستبتعد عنه، فقال في وقت سابق من الشهر الجاري: “كنت مخلصًا لباراك أوباما (الرئيس الديمقراطي الأسبق)، لكنني شققت طريقي بنفسي كرئيس.. وهذا ما ستفعله كامالا.. لقد كانت مخلصة حتى الآن لكنها ستشق طريقها بنفسها”.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس، إن “المساهمة الأكثر أهمية التي يمكن أن يقدمها بايدن هي الاستمرار في إظهار القيادة كرئيس”، وقال مستشار لبايدن إن فريق الرئيس يتواصل يوميًا مع حملة هاريس لتنسيق كيفية مساعدتها.
هدف بايدن مكتبة رئاسية ووفقا لمصادر مطلعة، فإن بايدن يخطط للتركيز بشكل أكبر على إرثه بعد الانتخابات وتشمل خططه إنشاء مكتبته الرئاسية، لكن فريقه واجه بعض التحديات في جمع ما يقرب من 200 إلى 300 مليون دولار، لتدشينها في ضوء تكلفة المكتبات الرئاسية السابقة.
ويكمن جزء من المشكلة في أن بايدن لم يكن جامع تبرعات قويًا، وفقًا لمصدر مطلع، في حين قال بعض المانحين إن أحدا لم يتصل بهم، وأنهم لن يتخذوا قرارًا حتى تتضح نتائج الانتخابات.