أطلق وزير العمل الدكتور خالد البكار مجموعة من المشاريع التنموية التي تستهدف النساء وذلك من خلال تقديم منح للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وإنشاء 3 مراكز تدريبية خاصة لتمكين النساء اقتصادياً، ويأتي ذلك ضمن مشروع حلول مستدامة لتماسك المجتمعات الذي ينفذه مركز الحياة – راصد، حيث حضر حفل الاطلاق سعادة نائبة سفير النرويج في الأردن، السيدة أنكين كليفين غاسير، إلى جانب عدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والجامعات، وعضوات المجالس البلدية والناشطات في مجال التمكين المجتمعي.وأكد الدكتور خالد البكار، في كلمته على أهمية مشروع حلول مستدامة لتماسك المجتمعات، مشيراً إلى أن هذا المشروع يمثل نموذجاً يحتذى به في تعزيز دور المرأة اقتصادياً وسياسياً، ويعكس الرؤية الملكية السامية التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لتحقيق التنمية الشاملة. أشار الدكتور البكار إلى أن وزارة العمل تعمل بشكل مستمر على تطوير السياسات والبرامج التي تعزز من مشاركة المرأة في سوق العمل، حيث تمثل زيادة مشاركتها هدفاً استراتيجياً يدعم النمو الاقتصادي. وبيّن البكّار أن الوزارة قامت بإنشاء وحدات إنتاجية في مختلف محافظات المملكة، مما وفر فرص عمل لأكثر من 9,759 شاباً وشابة، حيث شكلت النساء ما يزيد عن 80% من المستفيدين.وتحدث البكار عن البرنامج الوطني للتشغيل، الذي يسعى إلى ربط الباحثين عن عمل مع أصحاب العمل، مشيراً إلى أن الوزارة تدعم هذه المبادرات من خلال تحفيز الأجور وتوفير بدل المواصلات والمساهمة في الضمان الاجتماعي. وقد أسفر هذا البرنامج عن توقيع 45,314 عقد عمل، نصفها على الأقل يخص النساء، مما يعزز مكانة المرأة في بيئة العمل؛ لأن التمكين الاقتصادي للمرأة ليس مجرد هدف بحد ذاته، بل هو وسيلة فعالة لتحقيق تمكينها السياسي، لتشكل رافعة من روافع صنع القرار، فالمرأة التي تكتسب المهارات وأدوات المعرفة تصبح قادرة على إدارة مشاريعها وتحسين قدراتها المالية، لتصبح أيضاً أكثر ثقة في قدرتها على التأثير في المجتمع والتمثيل السياسي. وأضاف البكّار أن الوزارة بالتعاون مع صندوق التنمية والتشغيل تدعم النساء الراغبات في تأسيس مشاريعهن الخاصة، موفرة التمويل اللازم ومهيئة البيئة المناسبة لنجاحهن.وأشار إلى أن الوزارة قد أجرت تعديلات تشريعية لتعزيز حماية المرأة وتحسين بيئة العمل لتكون أكثر جذباً واستدامة، بما في ذلك تطوير أنظمة السلامة والصحة المهنية وتوسيع قاعدة الحماية الاجتماعية من خلال قانون الضمان الاجتماعي. وأكد البكّار أن التشاركية مع مؤسسات المجتمع المدني، تُعد عنصراً أساسياً لتحقيق التمكين الاقتصادي والسياسي للمرأة، مما يسهم في بناء مجتمع عادل ومستدام.نائبة السفير النرويجي أشادت بالإنجازات المحققة في إطار مشروع حلول مستدامة لتماسك المجتمعات وأعربت عن فخر النرويج بالمساهمة في هذا التعاون. كما أكدت أن المشروع أسفر عن تمكين اقتصادي لمئات النساء من خلال تزويدهن بالأدوات والمهارات اللازمة لتحسين حياتهن وتعزيز مساهمتهن في المجتمع.كما أشارت إلى ان إنشاء ثلاثة مراكز تمكين وتدريب للنساء في المرحلة السابقة لم توفر فقط مساحات للنمو المهني، بل دعمت أيضاً الحوار والتماسك الاجتماعي. في العام الماضي، استفادت 221 امرأة من هذه البرامج التدريبية، وشهد المشروع في المرحلة الجديدة انتقالاً نحو مراكز مستدامة ذات تأثير طويل الأمد في مناطق مثل مركز زها الثقافي في دير علا وفي مركز البرامج النسائية في مخيم حطين، وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية في محافظة اربد. وأكدت أن المشروع يركز على تمكين النساء اقتصادياً، ليصبحن قائدات في مجتمعاتهن.من جانبه، قدم الدكتور عامر بني عامر، مدير مركز الحياة – راصد، نقاطاً رئيسية حول أهداف المشروع، والتي تشمل تمكين النساء اقتصادياً، وزيادة تشغيل الشباب والشابات، وتعزيز التماسك المجتمعي. وأشار إلى أن المشروع يسعى لتعزيز المشاريع التنموية للنساء في مختلف مناطق الأردن، إضافةً إلى توفير بيئة آمنة للنساء من خلال حواضن تدريبية، وتعزيز التعاون مع وزارة العمل وتشجيع التشبيك بين أصحاب المشاريع الصغيرة والكبيرة.ويعد هذا المشروع خطوة محورية نحو تحقيق التنمية المستدامة في الأردن، من خلال التركيز على بناء قدرات النساء والشباب، وتطوير مهاراتهم، وتعزيز تعاونهم مع القطاعات المختلفة لتحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام. يذكر ان المشروع ينفذ من مركز الحياة – راصد بدعم من سفارة مملكة النرويج في الأردن.