لمحة الاخباري _بقلم: مريم بسام بني بكار
ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، خطابًا مؤثرًا أمام القمة العربية، محمّلًا برسائل حازمة تعكس الموقف العربي الموحد إزاء التحديات التي تواجه المنطقة. الخطاب ركز على المسؤولية الإنسانية والدولية تجاه الصراعات والحروب التي تؤثر على شعوب الشرق الأوسط، مع دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته التاريخية.
في مقدمة خطابه، أدان الملك الانتهاكات الإسرائيلية في غزة ولبنان، واصفًا إياها بأنها جرائم حرب وإبادة جماعية، تترافق مع تهجير قسري وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما فيها حقوق الأطفال والنساء.
وشدد جلالته على ضرورة وقف سياسات العقاب الجماعي والتشريد التي تمارسها قوات الاحتلال، مؤكدًا أن كسر الحصار عن غزة وتأمين وصول المساعدات الإنسانية والطبية يجب أن يكونا أولوية دولية.
أوضح جلالته أن استمرار الحروب في المنطقة لن يكون تأثيره مقتصرًا على الدول المتضررة، بل سيمتد ليشمل العالم بأسره. وأكد أن الحل الجذري لإنهاء النزاعات يكمن في تحقيق حل الدولتين، الذي يضمن حقوق الفلسطينيين ويحقق العدالة الدولية.
كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنهاء الحروب، موضحًا أن احترام القانون الدولي هو السبيل الوحيد لضمان نظام عالمي عادل يحمي الجميع دون استثناء.
حمل الخطاب رسالة واضحة إلى الإدارة الأمريكية وصناع القرار في الغرب، مفادها أن الدول العربية تطالب بوقف فوري للعدوان على غزة ولبنان، ووقف التصعيد في الضفة الغربية.
وأكد جلالته أهمية الجهود الدبلوماسية والسياسية للضغط على المجتمع الدولي للتحول من مسار التصعيد العسكري إلى مسار سياسي يحقق السلام والاستقرار.
أبرزت القمة العربية، التي عُقدت في هذا الظرف الحرج، موقفًا عربيًا موحدًا وغير مسبوق. تميزت المخرجات بدعوة صريحة لمجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءات عاجلة لإلزام إسرائيل بوقف سياساتها العدوانية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
اختتم جلالة الملك خطابه بتأكيد أن تجاهل المجتمع الدولي للأحداث سيؤدي إلى نتائج كارثية على المنطقة بأسرها. ودعا إلى اتخاذ خطوات عملية لوقف العدوان وتحقيق السلام المستدام.
كان خطاب الملك بمثابة دعوة صريحة للضمير العالمي للتحرك الفوري، مع تأكيد أن الشعوب العربية لن تقف مكتوفة الأيدي في وجه الظلم والانتهاكات.
خطاب الملك عبدالله الثاني في القمة العربية ليس فقط تعبيرًا عن موقف الأردن، بل هو رسالة باسم الأمة العربية تُطالب بالعدالة والسلام في ظل التحديات الراهنة.