لمحة الاخباري_بقلم نسمه تشطه
منذ أن تولى النائب أحمد الصفدي رئاسة مجلس النواب الأردني، أثبت أنه قائد حكيم ذو رؤية استراتيجية قادرة على توجيه العملية البرلمانية نحو آفاق جديدة. فقيادته للمجلس، في وقت حساس يشهد فيه الأردن تحولات سياسية هامة، تعكس التزامه العميق بتطوير العمل البرلماني وتعزيز التعاون بين القوى السياسية المختلفة في المملكة.تمكن الصفدي منذ توليه رئاسة المجلس من تحقيق توازن سياسي بين القوى المتباينة داخل البرلمان. فقد نجح في الحفاظ على حياديته بين مختلف الأطراف السياسية، حيث قام بزيارة خصمه الانتخابي، النائب صالح العرموطي، كما هنأ نواب حزب جبهة العمل الإسلامي. هذه المواقف لم تكن مجرد تحركات بروتوكولية، بل كانت بمثابة رسالة قوية عن أهمية الحوار والتعاون بين الأطراف السياسية المختلفة لتحقيق المصلحة العامة.هذا النهج يعكس رؤية الصفدي لتعزيز التعددية السياسية والعمل الجماعي داخل البرلمان، وهو ما ينعكس إيجابًا على تطوير التشريعات التي تخدم المواطنين. فقد أدرك أن التوافق بين مختلف التيارات السياسية هو الأساس الذي ينبغي بناء عليه العملية البرلمانية في الأردن.اولم يقتصر دور الصفدي على دوره الرمزي كرئيس للمجلس، بل أظهر قدرة استثنائية في إدارة الأزمات وحل النزاعات. ففي أول جلسة له كرئيس، كان تدخله السريع لحل الخلاف بين النائب السابق جميل العشوش ووزير الزراعة مثالًا حيًا على سرعته وفعاليته في معالجة القضايا قبل أن تتفاقم. هذا التدخل الذي أسهم في اعتذار رئيس الوزراء السابق بشر الخصاونة، يعكس قدرة الصفدي على تهدئة الأجواء داخل المجلس والحد من التوترات بين الأعضاء.شهد مجلس النواب الأردني تعزيزًا ملحوظًا في دوره التشريعي والرقابي. فقد عمل على تحسين الأداء العام للمؤسسة البرلمانية، وحرص على توفير بيئة عمل تسهم في الارتقاء بمستوى التشريع. كما وضع خططًا واضحة تهدف إلى توحيد آراء النواب وتحقيق حلول عملية للمشاكل التي تواجه البرلمان قبل تفاقمها، مما ساعد في تعزيز فعالية المجلس.تزامنت رئاسة الصفدي مع تطبيق قانون الانتخابات الجديد، الذي زاد من تعقيد عملية إدارة الجلسات بسبب زيادة عدد الأحزاب المشاركة في المجلس. ولكن الصفدي تمكن من التعامل مع هذه التحديات بفضل خبرته السياسية وقدرته على إدارة النقاشات بموضوعية وحكمة، مما عزز ثقة النواب فيه وضمن استقرار العمل البرلماني.وفي حديثه ببرنامج “ستون دقيقة” على التلفزيون الأردني، شدد الصفدي على أهمية استمرار الحوار مع جميع التيارات السياسية، بما فيها حزب جبهة العمل الإسلامي. هذا التأكيد يعكس رؤيته بأن التفاعل مع كافة مكونات المجلس لا غنى عنه لتحقيق التعاون والنماء. وتجلت رؤيته المستقبلية أيضًا في تأكيده على ضرورة تنفيذ التوصيات الملكية التي تدعو الأحزاب للعمل الجاد لتحقيق تطلعات المواطنين، مبرزًا بذلك التزامه بالعمل لتحقيق مصلحة الوطن.ومن أهم مبادئ الصفدي أيضًا كان حرصه على الالتزام بالنظام الداخلي للمجلس. فقد أكد على ضرورة الالتزام بقواعد الحضور والغياب، مما يساهم في تحسين الانضباط داخل المؤسسة التشريعية. كما أبدى تفاؤله بقدرات النواب، معبرًا عن ثقته في أن الهدف المشترك للجميع هو خدمة الوطن وتلبية احتياجات المواطنين، مما يعكس إيمانه الراسخ بالديمقراطية وفعالية العمل البرلماني.يمثل الصفدي نموذجًا للقيادة الحكيمة والرؤية الاستراتيجية في الحياة السياسية الأردنية. نجاحه في قيادة مجلس النواب يُظهر قدرته الاستثنائية على فتح قنوات الحوار بين مختلف الأطراف السياسية وبناء جسر من التواصل الذي يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية. من خلال تعزيز دور البرلمان في المجالات التشريعية والرقابية، والعمل على خلق بيئة من التعاون والنماء،و في تعزيز استقرار المملكة ويعد من القادة الذين يطمحون إلى مستقبل سياسي مشرق للأردن.