لمحة الاخباري _نسمة تشطة
وصفي التل، ذلك الاسم الذي لم يكن مجرد قائد أو رئيس وزراء عابر، بل أيقونة متجذرة في وجدان الأردنيين. كان وصفي تجسيدًا حيًا لوطنية صادقة لا تعرف المهادنة، ونموذجًا نادرًا لقائد يعيش مبادئه وينسج من أفعاله تاريخًا خالدًا.
حين قال وصفي التل:
حينما يتعلّق الأمر بالوطن، لا فرق بين الخيانة والخطأ لأن النتيجة هي ذاتها
كان يضع حجر الأساس لفلسفة لا تقبل التهاون في حق الوطن. كلماته لم تكن مجرد شعارات، بل مرآة تعكس إدراكه العميق لمعنى المسؤولية والانتماء، حيث لم يكن الوطن عنده فكرة عابرة، بل كيان يستحق التضحية المطلقة.
وصفي التل لم يركض خلف المناصب أو الألقاب، بل عاش حُلمًا واحدًا: أردنٌ قويٌ حرٌ مستعصٍ على الأطماع. كان من أولئك القادة الذين يصنعون مكانتهم في القلوب، لا على الأوراق. حياته بسيطة، لكنها مكللة بإنجازات تشهد له على امتداد سهول الأردن وجباله. كان كالسنديانة: صلب الجذور، ثابت الموقف، صامدًا في وجه الرياح مهما اشتدت.
وصفي لم يكن مجرد ذكرى؛ بل مدرسة للأجيال. من جبال شيحان إلى سهول حوران، إرثه ينبض في حياة كل أردني يرى في وطنه انعكاسًا لعظمة هذا القائد. قيمه وشجاعته لا تزال مصدر إلهام لكل من يسعى إلى بناء وطنه بنقاء وإخلاص.
حين نستذكر وصفي، فإننا لا نستذكر شخصًا فقط، بل مرحلة من النقاء الوطني والشجاعة. إرثه ليس في الكلمات التي قيلت عنه، بل في الإنجازات التي تركها خلفه، وفي الروح التي غرسها في كل بيت أردني. هو رمزٌ للوطنية الصافية، والفداء الذي يعلّمنا أن خدمة الوطن لا تُقاس بالألقاب، بل بالأفعال.