لمحة الاخباري _كتب انس جويعد
قال جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه خلال لقائه الأهل بمحافظة الكرك، وجهاءها وممثلين عن أبنائها وبناتها في ساحة المشهد، موقع معركة مؤتة، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد مخاطبا الحضور “أهلي وعزوتي أبناء وبنات الكرك (أهل الهية)، أنتم دائما مثال الأصالة والشهامة”، مؤكدا أن أرض مؤتة الخالدة في كرك المجد والتاريخ شاهدة على بطولات الصحابة.
ويعد موقع المشهد شرقي بلدة مؤتة بالكرك، أحد المعالم التاريخية والدينية الشاهدة على معركة مؤتة كأول معركة إسلامية خارج الجزيرة العربية والذي احتضنت أرض الأردن أول غزوة بالإسلام خارج الجزيرة العربية بالسنة الثامنة للهجرة، يجسد العمق الحضاري والتاريخي للأردن عبر العصور
وتشتهر مدينة الكرك الأردنية بلقب “رجال الهَيّة” الذي يطلق على أبناءها ويتغنى به الفنانون الأردنيون اعتزازاً وفخراً بهم.
وقال المؤرخين ان ثورة الكرك التي انطلقت عام 1910 م ، لم تكن حدثا عاديا ، وإنما حدثا كان له دلالاته ، فانطلاقتها من مركز المتصرفية ، يعني انها ثورة مدروسة ومخطط لها ولم تأت من فراغ ، حيث جاءت نتيجة تراكمات وممارسات الادارة العثمانية تجاه الاهالي.
ان ثورة الكرك أو ما تسمى هية الكرك قادها الشيخ قدر المجالي ، الذي عرف بشخصيته القيادية القوية ، وقدرته الفائقة ، على مخاطبة الناس واستقطابهم ، وشحنهم باتجاه الثورة فمنهم من اطلق عليها (الهية او الهبة ومنهم من اسماها بالثورة) والمتعارف عليها ب « الهية «، بينما اطلق عليها آخرون ثورة الكرك والتي عجلت في اندلاع فعاليات الثورة .
وعندما نتحدث عن الكرك، فإنما نتحدث عن تاريخ مملكة أردنية عربية كانت مساحتها نصف مليون كليو متر مربع قبل 1921، وان أي ثورة اردنية لا تشتعل بالكرك لا تأخذ طريقها الى النجاح. والكرك هنا تعني نصف مليون كيلو متر مربع وتشمل معان والطفيلة وشمال جزيرة العرب.
انها حقيقة يعرفها كل كركي ومحب للكرك ان في الكرك رجال وأهل يحمونها من كل مكروه، ولا بد من القول هنا: ان المجتمع الكركي لازال نقيا اصيلا ويمكن تصنيفه ضمن المجتمعات القوية جدا الذي يؤثر بالآخرين ويستوعبهم لما هو عليه من العراقة والاصالة والتجذر التاريخي.
ابناء الكرك الذين بنوا وعلموا وربوا الأجيال تلو الأجيال على الوطنية والانتماء والولاء للوطن وقيادت الود والمحبة والتسامح والتعاون بين المواطن ومؤسساتنا الأمنية ومؤسسات الدولة المختلفة الأخرى، لمواجهة التحديات التي تواجه الوطن في الداخل والخارج
