لمحة الاخباري _المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
الإيرانيون كانوا يتوقعون الكثير من نظام بشار الأسد، أقلها أن يصغي للنصائح ألتى أستخلصها الإيرانيون خلال تجاربهم العديدة والطويلة وايضاً المريرة مع النظام الغربي، وقد كانت آخر هذه النصائح من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي قبل ستة أشهر فقط، أهم هذه النصائح لبشار الأسد أن ينخرط بشكل واضح وفعال في خيار المقاومة خاصة بعد طوفان الأقصى، وأن يتخلى عن سياسة ضبط النفس خاصة فيما يرتبط بالقصف الإسرائيلي المتكرر لسوريا، وأن يتيح المجال لمزيد من التعاون خاصة الميداني، ذلك أن النظام السوري ركن لوعود غربية مفادها رفع العقوبات على سوريا والغاء قانون قيصر والأعتراف التدريجي بالنظام في المجتمع الدولي شريطة أن يتخلى عن القوات الحليفة وأن يعتمد على القوات السورية فقط.
كل خطوط التماس المهمة في الميدان السوري وداخل الأراضي السورية كانت بيد الإيرانيين وحزب الله، وبالتالي كل الخطط الدفاعية ألتي كانت تحول دون تقدم المسلحين وسقوط المدن المهمة كانت عملياً بيد الإيرانيين واللبنانيين، ذلك أن جل التجارب الميدانية طيلة أكثر من عقد مر على الصراع في سوريا تفيد بأن الجيش السوري يعاني من خلل كبير عقائدي وعملياتي، كان الإنتظار أن يستخلص النظام السوري الدروس من هذه التجربة وأن يدرك مكامن الخلل وبالتالي ألا يقدم على خطوة التخلي شبه الكلي عن التعاون العسكري مع الإيرانيين وحزب الله مقابل وعود غربية كاذبة.
هذا السقوط السريع الذي أثار أستغراب الجميع بمن فيهم ترامب الذي تساءل عن السبب الكامن وراء هذا السقوط بعد صمود أسطوري دام 13 سنة، سببه برأي كمراقب ومتابع لما يجري داخل محور المقاومة هو التخلي عن الصديق وقت الرخاء والركون إلى وعود العدو، والنتيجة أنهم سلبوا من النظام السوري مفتاح الصمود الميداني ليكون لقمة سائغة للمسلحين، سابقاً كان الإسرائيلي يعدّ الخطط الدفاعية لأي هجوم محتمل تقوده إيران وحلفاؤها من الجولان، اليوم يتوغل الإسرائيليون 14 كلم داخل الأراضي السورية ويحتلون جبل الشيخ والقادم لا يبشر بالخير وخاصة لإيران.