لمحة الاخباري _بدران محمد بدران
الإعلام ركيزة أساسية في بناء المجتمعات، فهو أداة لنقل الحقائق، تسليط الضوء على القضايا المهمة، وتحقيق الشفافية. لكن في بعض الأحيان، ينحرف بعض الصحفيين والإعلاميين عن رسالتهم السامية ليصبحوا أدوات تُستغل لأهداف مشبوهة تخدم مصالح فردية أو تجارية على حساب المهنية والموضوعية.
الوجه المظلم للإعلام: التستر والهجوم الانتقائي
في الآونة الأخيرة، ظهرت تقارير تشير إلى أن بعض الإعلاميين باتوا يمارسون دور السماسرة، فيغطون على تجاوزات وفساد بعض الأفراد والشركات ممن يضمنون لهم مكاسب مالية. في المقابل، تُشن حملات ممنهجة ضد شركات أخرى وأشخاص لا يدفعون لهذه الفئة، رغم أن جهودهم قد تكون مثمرة وشرعية.
هذا التلاعب ينعكس بشكل سلبي على:
ثقة الجمهور بالإعلام: حين يشعر الناس بأن الأخبار والمواقف باتت تُشترى، يتزعزع إيمانهم بصدقية الإعلام.
الشركات والمؤسسات الجادة: التي تجد نفسها هدفاً لهجمات غير عادلة فقط لأنها رفضت المساومة.
المنافسة الشريفة: إذ يتم تفضيل الشركات الأقل التزاماً على حساب المؤسسات الجادة التي تعتمد على الأداء المتميز بدلاً من العلاقات الإعلامية المأجورة.
التغطية على الفساد: كارثة أخلاقية
بعض الإعلاميين يوفرون غطاءً لمخالفات مالية وإدارية ضخمة، مما يعزز مناخ الفساد ويعيق محاولات الإصلاح والتنمية. الأسوأ أن مثل هذه السلوكيات تؤثر سلباً على سمعة المهنة وتضع الصحفيين الملتزمين تحت دائرة الاتهام.
الإعلام كأداة للإصلاح لا للابتزاز
يجب أن يكون الإعلام جزءاً من الحل لا المشكلة. لا بد من:
تعزيز القوانين التي تجرم التستر الإعلامي على الفساد.
محاسبة من يستغلون منابرهم لأهداف شخصية.
تكريس ميثاق شرف إعلامي صارم يحفظ للمهنة مكانتها.
الإعلام الحر والنزيه هو ركن أساسي لبناء مجتمعات قوية ومتقدمة، وحين يُسيء البعض استغلال هذه القوة، يتحول من نور للحق إلى ظلمة للمصالح.