قال أستاذ علم الاجتماع د. حسين الخزاعي، إن جريمة الزرقاء واحدة من أبشع الجرائم التي هزت المجتمع الأردني، حيث أقدم الأب، الذي كان من المفترض أن يكون مصدر الأمان والحماية لأبنائه، على إلقاء طفليه في سيل الزرقاء.
وأشار في حديث لبرنامج نبض البلد عبر قناة “رؤيا” إلى هذا الفعل كان صادمًا وغير متوقع، حيث غاب عنه شعور المسؤولية تجاه أبنائه، الذين هم الأبرياء والضحايا في هذه الجريمة المروعة.
وأضاف أن حالة من الذهول والحزن عمّت في المجتمع الأردني إثر الحادثة، حيث أن الأب كان قد وقع في فخ الانتقام من زوجته بسبب خلافات أسرية، ما دفعه إلى اتخاذ هذا القرار المأساوي.
وبين أن الأردن شهد خلال العام الماضي 25 جريمة أسرية، وفي العام الذي قبله 27 جريمة، أغلب الضحايا فيها كانوا من الأطفال والأمهات.
وأكد أن أي مبرر يقدمه الجاني لا يمكن أن يكون مقبولًا، ولا يوجد أي تبرير لهذا الفعل الشنيع، خاصة في ظل وجود العديد من الحلول السلمية لحل الخلافات الأسرية.
وتابع: “يجب أن تتم معالجة المشكلات داخل الأسرة، بعيدًا عن التصعيد والعنف الذي يؤدي إلى هذه الجرائم المروعة”.
وأكد أن السبب الرئيس وراء الجريمة كان الانتقام من زوجته وأهلها، مشيرا إلى حادثة مشابهة العام الماضي، حيث قام زوج بقتل طفله بعد رفض زوجته العودة إلى المنزل، ليصور الجريمة في محاولة “لحرق قلبها”.
ولفت إلى أن غياب الوعي بالعواقب الوخيمة لهذه الجرائم هو أحد أسباب تفشي العنف الأسري.
وأوضح أن أرقام العنف الأسري في الأردن تعكس تزايدًا كبيرًا، حيث سجلت إدارة حماية الأسرة 58,068 حالة عنف أسري العام الماضي، بينما بلغ عدد القضايا المتعلقة بالخلافات الزوجية 129,013 حالة في 2023.
وقام محققو البحث الجنائي في مديرية شرطة الزرقاء بالتحقيق مع الأب، الذي ألقى بطفليه (الطفلة البالغة من العمر 5 سنوات، والطفل الذي لم يتجاوز 8 أشهر) في سيل الزرقاء. وبعد 7 ساعات من البحث المكثف من قبل فريق الدفاع المدني، تم العثور على جثتي الطفلين.
المعلومات الأولية تشير إلى أن الأب كان يعاني من خلافات مع إحدى زوجتيه، التي غادرت إلى منزل عائلتها في معان، وتركته مع الطفلين.
وقد ارتكب الأب الجريمة بدافع الانتقام منها، معتقدًا أنه سيتسبب في معاناتها بهذا الفعل. بعد مرور وقت، أبلغ الأب الشرطة عن الحادث، ليتم فتح تحقيق رسمي بحضور المدعي العام، ويجري البحث عن السبب الفعلي للوفاة.
