لمحة الاخباري _كتب :محمد العطين
منذ تأسيس الدولة الأردنية، حمل الأردن بقيادته الهاشمية رسالة قومية عظيمة، تقوم على نصرة القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لم يكن الأردن يومًا دولة تتغنى بالشعارات الجوفاء، بل كان ميدانًا حقيقيًا للعمل الصادق، مترجمًا المبادئ إلى أفعال، ومثبتًا أنه عمق استراتيجي لفلسطين وصوتها المدافع في العالم.
وإن مواقف الأردن الراسخة تجاه القضية الفلسطينية تعكس نهجًا هاشميًا نابعًا من إرث طويل من التضحية والإيمان بالعدالة، وهذا ما جسده جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي لم يتوانَ لحظة عن الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في جميع المحافل الدولية، ومنذ أن تسلّم جلالته زمام القيادة، كان الحارس الأمين للقدس الشريف، والمدافع عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.
جلالة الملك عبد الله الثاني قاد دبلوماسية حكيمة وشجاعة، استطاع من خلالها أن يوصل صوت فلسطين إلى أبعد نقطة في العالم، وكان جلالته صريحًا وحازمًا في خطاباته، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في الشرق الأوسط، وأنه لا سلام ولا استقرار دون تحقيق العدالة للفلسطينيين، ونحن الأردنيين نرى في جلالة الملك تجسيدًا للقيادة الحكيمة التي تواجه التحديات بكل إصرار، وتحمل الراية الهاشمية بكل أمانة في الدفاع عن قضايا الأمة.
الأردن لم يكن يومًا تاجر مواقف أو متقلبًا في مبادئه، بل اختار طريقًا ثابتًا، مهما بلغت التحديات، لقد قدمت القيادة الهاشمية الدعم المستمر لفلسطين على جميع المستويات، من المساعدات الإنسانية والطبية إلى الحضور السياسي القوي الذي يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني وكرامته، هذه المواقف ليست من باب المجاملة أو المصالح، بل من قناعة راسخة بأن فلسطين هي قضية كل أردني، وأن الدفاع عنها هو واجب أخلاقي وديني وقومي.
الشعب الأردني، الذي يلتف حول قيادته الهاشمية، يدرك تمامًا أن التحديات التي تواجه الأردن لا تقل عن التحديات التي تواجه فلسطين، ومع ذلك، يظل الأردنيون على عهدهم، مؤمنين بأن وحدتهم خلف القيادة الهاشمية هي مصدر قوتهم وصمودهم، ونحن كشعب نقف بثبات خلف جلالة الملك عبد الله الثاني، ندعمه في مواقفه المشرّفة، ونؤمن بأن الأردن سيبقى على الدوام المدافع الأول عن قضايا أمته.
وإن أولئك الذين يحاولون التقليل من دور الأردن أو تجاهل جهوده، إنما يغفلون حقيقة واضحة: الأردن هو الركن الذي لا يهتز، والسند الذي لا ينكسر، في مسيرة الدفاع عن الحق الفلسطيني، هذا الوطن، بقيادته وشعبه، لا ينتظر شكرًا أو امتنانًا، بل يستمر في أداء واجبه النبيل، مدفوعًا بإرث هاشمي عريق وإيمان مطلق بالعدالة.
ختامًا، سيبقى الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، القلعة الحصينة التي تدافع عن فلسطين، والحارس الأمين للقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وسيبقى الأردن شامخًا، ثابتًا على مبادئه، وملتفًا حول قيادته الهاشمية، موقنًا أن الحق لا يُهزم وأن العدل سيعلو مهما طال الطريق.