على الرغم من أن حقن البوتوكس أصبح من الإجراءات الشائعة والمعترف بها في عالم التجميل، لا يزال هناك العديد من الأساطير والمفاهيم الخاطئة التي تحيط به.
بعض هذه الأساطير قد تجعل البعض يتردد في تجربته، بينما يعتقد آخرون أنه لا توجد أية مخاطر. لذلك؛ من الضروري معرفة الحقائق الأساسية حول هذه الحقن قبل اتخاذ قرار استخدامها.
يعرف كثيرون أن البوتوكس عبارة عن سم، لكن وفقا للمختصين، فإنه عند استخدامه بشكل صحيح تكون الآثار الجانبية عادة ضئيلة ومؤقتة، ولا تشكل أي خطورة.
البوتوكس هو عقار قابل للحقن مصنوع من سم البوتولينوم من النوع أ، ويتم إنتاج هذا السم عبر بكتيريا Clostridium botulinum. هناك العديد من أنواع سموم البوتولينوم مثل Xeomin و Dysport، لكن البوتوكس هو اسم تجاري مسجل يمثل على وجه التحديد سم البوتولينوم من النوع أ.
عند حقنه، يمنع البوتوكس الإشارات من أعصابك إلى عضلاتك، وبدوره يمنع العضلات المستهدفة من الانقباض، ما قد يخفف بعض الحالات العضلية ويحسن مظهر الخطوط الدقيقة والتجاعيد.
تشير الدراسات إلى أن البوتوكس قد يؤدي إلى تغييرات في تكوين العضلات ووظيفتها والتعبير الجيني، والتي قد تستمر بعد المدة النموذجية لتأثيراتها العلاجية، مما قد يؤثر على فسيولوجيا العضلات على المدى الطويل.
ما هي الأساطير الشائعة عن البوتوكس؟
على الرغم من الشعبية الكبيرة التي يحظى بها البوتوكس اليوم، لا تزال بعض المفاهيم الخاطئة تحيط باستخدامه. وفقًا لموقع Realself، إليك بعض الحقائق التي يجب أن تعرفيها قبل اتخاذ قرار استخدام البوتوكس:
- تبدو أكبر سنًّا بمجرد زوال تأثير البوتوكس
لن يبدو وجهك أسوأ إذا توقفت عن حقن البوتوكس بعد زوال تأثير العلاج. في الواقع، سيعود وجهك إلى حالته السابقة قبل العلاج، وستستمر عملية التقدم في السن بشكل طبيعي. البوتوكس لا يسبب ظهور خطوط جديدة، ولكن قد يشعر البعض أنهم بدؤوا في ملاحظة تجاعيد أكثر بمجرد زوال تأثير الحقن.
- البوتوكس يسبب الإدمان
البوتوكس في حد ذاته ليس مسببًا للإدمان، ولكنه يُستخدم بشكل متكرر من قبل الأشخاص الذين يعجبهم تأثيره. العديد من الأشخاص يختارون الاستمرار في جلسات العلاج للحصول على نفس النتائج التي يحبونها.
- البوتوكس يحقق نتائج فورية
بينما قد يشعر بعض المبتدئين بتحسن فورًا بعد الحقن، إلا أن النتائج الفعلية للبوتوكس قد تستغرق من 3 إلى 14 يومًا لتظهر بشكل كامل.
- لا يمكن حق البوتوكس تحت العينين
صحيح أن حقن البوتوكس تحت العين أقل شيوعًا، لكن ذلك لا يعني أنه غير ممكن. في الواقع، يمكن للبوتوكس أن يساعد في تنعيم الخطوط الدقيقة تحت العينين وفتح العينين، مما يعطي مظهرًا أكثر انتعاشًا.
- جميع السموم العصبية عبارة عن بوتوكس
يُستخدم اسم “البوتوكس” في العديد من الأحيان للإشارة إلى جميع أنواع حقن السموم العصبية، لكن الحقيقة هي أن هناك أربعة أنواع مختلفة من سموم البوتولينوم في السوق. وتشمل هذه: البوتوكس، الديسبورت، الزيومين، والجوفو، التي تختلف في البنية والقوة ومدة التأثير ومتطلبات التخزين.
- البوتوكس والفيلر هما نفس الشيء
على الرغم من أنهما من العلاجات التجميلية الشائعة، إلا أن البوتوكس والفيلر مختلفان تمامًا. يعمل البوتوكس على استرخاء العضلات لتقليل التجاعيد الديناميكية التي تنشأ نتيجة تعابير الوجه، بينما يُستخدم الفيلر لملء الفراغات وزيادة حجم المناطق التي فقدت الدهون أو الكولاجين، مثل الخدين أو الشفاه.
- الجراحة التجميلية تحل محل البوتوكس
قد يظن البعض أن الجراحة التجميلية الأكثر تدخلاً، مثل شد الوجه، هي الخيار الأفضل بدلاً من البوتوكس. إلا أن هذا ليس بالضرورة صحيحًا. جراحة تجديد شباب الوجه فعالة في شد الجلد المترهل، لكنها ليست الحل المثالي لعلاج التجاعيد التي تظهر نتيجة الحركات العضلية حول الجبهة. لذلك؛ قد يستمر المرضى في استخدام البوتوكس بانتظام حتى بعد إجراء عمليات تجميلية أخرى.
- البوتوكس يسمم الجسم
إنه مفهوم خاطئ، وما لا يدركه معظم الناس هو أنه على عكس الأدوية الأخرى التي يتم حقنها، يتم امتصاص البوتوكس في العضلات ولا ينتقل بعيدًا عن موقع الحقن.
- البوتوكس مخصص للتجاعيد فقط
هذه فكرة خاطئة. على عكس بعض الأدوية التي تُحقن في الجسم، يتم امتصاص البوتوكس في العضلات التي تم حقنه فيها فقط، ولا ينتقل إلى باقي أجزاء الجسم. لذلك؛ لا يشكل البوتوكس خطرًا على الجسم بشكل عام.
آخر الأبحاث والدراسات العلمية حول سلامة وفعالية البوتوكس
ذكرت المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة أن العلاج باستخدام توكسين البوتولينوم يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه آمن وفعال وخالٍ إلى حد كبير من الآثار الجانبية الخطيرة.
وتشمل المضاعفات التي يمكن أن تحدث في أي مكان بعد حقن توكسين البوتولينوم الألم والوذمة والاحمرار والكدمات وخدر قصير المدى، وهي لا تختلف عن الآثار الجانبية بعد أنواع أخرى من الحقن، وفقا للمعاهد الصحية الأمريكية.
عند استخدام توكسين البوتولينوم بشكل صحيح، يكون معدل حدوث هذه المضاعفات منخفضًا، مع العلم أنه لا توجد آثار جانبية طويلة المدى أو مهددة للحياة مرتبطة بهذا العلاج.
علاوة على ذلك، يمكن تقليل خطر حدوث مضاعفات محتملة عن طريق تحليل شامل للتاريخ الطبي للمريض واستخدام الجرعة والتقنية المناسبة للحقن.
ودلل موقع Yale.edu عن فوائد الحقن بالبوتوكس مستعينا بدراسة حديثة نُشرت في مجلة أرشيف جراحة تجميل الوجه، واستكشفت التأثيرات طويلة المدى للبوتوكس على مجموعة من التوائم المتطابقين.
وفي الدراسة، تلقى أحد التوأمين حقن البوتوكس بانتظام لمدة 13 عامًا، بينما لم يتلقها الآخر. ووجد الباحثون أنه حتى بعد فترة من عدم الحقن، أظهر التوأم الذي خضع لعلاجات منتظمة علامات أقل للشيخوخة، وخاصة حول العينين.
وبينما تشير هذه الدراسة إلى أن الاستخدام المستمر للبوتوكس يساعد على تقليل التجاعيد بمرور الوقت، فمن المهم ملاحظة أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم التأثير الطويل الأمد للبوتوكس الوقائي بشكل كامل.
أشار موقع Healthline إلى أن البوتوكس يعتبر بشكل عام آمنًا، مستندًا إلى تقرير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الذي سجل 1031 حالة من الآثار الجانبية المرتبطة بالاستخدام التجميلي للبوتوكس بين عامي 1989 و2003. من بين هذه الحالات، كان 36 فقط تعتبر حالات خطيرة، في حين أن البقية كانت غير خطيرة. وقد أظهرت الدراسة أيضًا أن بعض الحالات الخطيرة قد تكون مرتبطة بحالات طبية كامنة أكثر من كونها ناتجة عن البوتوكس ذاته.
وأكدت دراسة موثوقة أجريت عام 2005 الأمر ذاته، إذ وجدت أن الآثار الجانبية الخطيرة كانت أكثر عرضة للإبلاغ عنها مع الاستخدام العلاجي للبوتوكس، وقد يكون هذا مرتبطًا بالحالة الكامنة، أو قد يكون بسبب الحاجة إلى جرعات أعلى لعلاج الحالة.
لكن دراسة أجريت عام 2023 على يد باحثين في جامعة “كوليدج لندن” وجدت أن 69% من العينة عانوا آثاراً جانبية طويلة الأمد، مثل الألم والقلق والصداع من البوتوكس. كانت هناك أيضًا عواقب نفسية وعاطفية خطيرة للمرضى عندما سارت الإجراءات بشكل خاطئ.
بشكل عام، كانت الآثار الجانبية الأقل خطورة وغير المهددة للحياة للبوتوكس أكثر شيوعًا في الاستخدام التجميلي، ربما بسبب الحجم الأكبر من المرضى الذين يتلقون البوتوكس لأسباب تجميلية، مقارنة بالمرضى الذين يخضعون للعلاج الطبي بالبوتوكس.
