مع التقدم في العمر، يلاحظ الكثير من الأشخاص أن نومهم لم يعد كما كان في سنوات الشباب. فبدلاً من الاستغراق في النوم العميق لساعات طويلة، يصبح النوم متقطعًا، والاستيقاظ المتكرر خلال الليل أمرًا شائعًا. هذه التغيرات ليست مجرد مصادفة، بل هي نتيجة لعوامل بيولوجية ونفسية تتأثر بالشيخوخة.
إحدى الأسباب الرئيسية لذلك هو التغيرات في الساعة البيولوجية للجسم، والتي تتحكم في دورة النوم والاستيقاظ. مع التقدم في العمر، تميل هذه الساعة إلى التقدم، مما يجعل الشخص يشعر بالنعاس في وقت مبكر من المساء ويستيقظ في ساعات الصباح الباكرة. هذا التغير قد يؤدي إلى عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم العميق، وهو النوع الأكثر راحة وتجددًا للجسم.
التغيرات الهرمونية تلعب أيضًا دورًا كبيرًا في هذه المشكلة. مع انخفاض مستويات الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم، يصبح من الصعب الدخول في النوم العميق. إلى جانب ذلك، قد يؤدي التقدم في العمر إلى زيادة المشاكل الصحية، مثل آلام المفاصل وأمراض الجهاز التنفسي، التي تعيق النوم المريح.
العوامل النفسية لها دور لا يمكن تجاهله أيضًا. القلق بشأن الصحة أو المستقبل، والشعور بالوحدة، قد يؤثران بشكل مباشر على جودة النوم. كما أن التقاعد وتغير الروتين اليومي قد يجعلان الشخص أقل نشاطًا خلال النهار، مما يقلل من الحاجة إلى النوم العميق ليلًا.
على الرغم من هذه التحديات، إلا أن هناك بعض الحلول التي يمكن أن تساعد في تحسين جودة النوم مع التقدم في العمر. الحفاظ على روتين نوم منتظم، والتعرض للضوء الطبيعي خلال النهار، وتقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، قد يكون لها تأثير إيجابي. كما أن ممارسة الرياضة بانتظام وتجنب الكافيين في المساء يمكن أن يسهم في الحصول على نوم أفضل وأكثر راحة.