لمحة الاخباري _المحامية رنا المساعيد
في عالم يتغير بوتيرة لم نعهدها من قبل، وفي زمن أصبحت فيه التكنولوجيا تتدخل في أدق تفاصيل حياتنا، تبرز الحاجة الماسة لإعادة النظر في طبيعة التعليم الذي نقدمه لأبنائنا. هل يكفي أن نستمر في استخدام طرق تقليدية بينما العالم حولنا يخطو بثقة نحو مستقبل رقمي بالكامل؟
في الأردن، كما في سائر الدول، يشكل التعليم العمود الفقري للتنمية. ولكن هذا العمود يواجه تحديات متزايدة، خاصة مع الفجوة المتسعة بين ما يتعلمه الطالب في المدرسة وما يتطلبه سوق العمل الحديث. هذا الواقع يدفعنا لطرح سؤال مهم: هل آن الأوان لثورة تكنولوجية حقيقية في مدارسنا؟
الدول التي تبنّت التكنولوجيا في التعليم أثبتت أن دمج الأدوات الرقمية داخل الصفوف الدراسية ليس رفاهية، بل ضرورة. فحين يتمكّن الطالب من الوصول إلى مكتبات رقمية، منصات تفاعلية، وتطبيقات تعليمية متطورة، يصبح التعلم تجربة حيّة تفاعلية، لا مجرّد تلقين معلومات.
في الأردن، لعبت جائحة كورونا دورًا محوريًا في تعرية الواقع التعليمي وكشفت الحاجة المُلِحّة إلى بنية تعليمية رقمية متينة. ورغم الصعوبات، أثبتت الأزمة أن الطالب الأردني والمعلم قادران على التأقلم مع الواقع الرقمي، إذا توفرت لهما الأدوات المناسبة والتدريب اللازم.
لكن الطريق نحو تعليم رقمي فعّال ليس مفروشًا بالورود. ما زالت هناك تحديات تتعلق بالبنية التحتية، ضعف التدريب، والمخاوف من الاستخدام السلبي للأجهزة الذكية. ومع ذلك، فإن تجاهل هذه التحديات يعني تأجيل مستقبل وطن بأكمله.
الوقت حان ليتحوّل التعليم في الأردن من تجربة تقليدية إلى بيئة ديناميكية متجددة، يكون فيها الطالب محور العملية التعليمية، والتكنولوجيا وسيلة لتمكينه لا لتشتيته. فجيل اليوم لا ينتظر، والمستقبل لا يرحم المتأخرين.