لمحة الإخباري_خاص
كشفت مصادر مطلعة لـ”لمحة الإخباري” عن تراجع حاد في أجور مصوري المسيرات والمقابلات في العاصمة عمّان، حيث انخفضت الأجرة التي كان يتقاضاها المصور سابقًا من 50 دينارًا للمقابلة الواحدة إلى ما لا يتجاوز 10 دنانير حاليًا.
وبحسب ذات المصادر، فإن هذا الانخفاض يعود إلى عوامل متعددة أبرزها تزايد عدد المصورين الميدانيين، وتزايد الاعتماد على محتوى بصري منخفض التكلفة من قِبل بعض الجهات الإعلامية والناشطين، ما أدى إلى خلق سوق غير منظم تُهيمن عليه المنافسة الشديدة والاستغلال.
وأشارت المصادر إلى أن بعض المصورين يعملون حاليًا دون أي مقابل مادي، في سبيل البقاء ضمن دائرة الفرص والعمل الإعلامي، وهو ما اعتبره البعض “انحدارً خطيراً ” في قيمة العمل الصحفي الميداني، خاصة في ظل ما يتطلبه من مجهود ومخاطرة.
كما أبدت المصادر قلقها من غياب أي إطار تنظيمي أو نقابي يحفظ حقوق العاملين في هذا المجال، مؤكدة أن استمرار الوضع على هذا النحو سيؤدي إلى تراجع جودة التغطيات الميدانية وتهميش دور الصورة في نقل الأحداث بمهنيّة.
ويشير مراقبون إلى أن غياب الأطر القانونية والتنظيمية، وارتفاع وتيرة التغطيات الشعبية عبر الهواتف الذكية، خلق واقعًا جديدًا قد يبدو ديمقراطيًا في ظاهره، لكنه في العمق فتح الباب أمام استغلال المصورين المحترفين وتراجع مكانتهم. ففي الوقت الذي أصبحت فيه الصورة أداة رئيسية في التأثير وصناعة الرأي العام، تواجه مهنة التصوير الصحفي تحديات غير مسبوقة، تهدد استمراريتها، وتضع مستقبلها المهني أمام علامة استفهام كبيرة.