لمحة الاخباري_عاطف الشَومري
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لكنها تحوّلت تدريجيًا إلى ساحة تعجّ بالفوضى؛ حيث تغيب الضوابط، وتكثر الإشاعات، وتتلاشى الحدود بين الحقيقة والتهويل. فبين كل “ترند” وآخر، نجد موجات من التنمر، وحملات من التحريض، وسباقًا محمومًا نحو الشهرة ولو على حساب القيم والأخلاق.
غياب الرقابة الفعلية وسهولة الوصول إلى المنصات جعلت من كل فرد “إعلاميًا” بلا مسؤولية، ومن كل هاتف محمول منبرًا يُطلق ما يشاء من آراء ومزاعم دون تحقق أو وعي. هذه الفوضى لم تقتصر على الأفراد، بل امتدت لتؤثر على المجتمعات، فزادت من الانقسامات، وروّجت للسطحية، وساهمت في تزييف الوعي الجمعي.
إننا بحاجة ماسة إلى إعادة ضبط البوصلة، بوعي رقمي مسؤول، وتربية إعلامية تبدأ من البيت والمدرسة، وتنتهي بمنصات تحترم العقل وتحارب المحتوى الهابط. فالسوشيال ميديا قد تكون أداة بناء أو معول هدم.. والقرار بأيدينا.