انطلقت، برعاية سمو الأميرة بسمة بنت طلال، سفيرة النوايا الحسنة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، فعاليات النسخة الثالثة عشرة من “أسبوع فيلم المرأة”، الذي تنظمه هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.
ويُعد الأسبوع، الذي يُقام احتفالًا بيوم المرأة العالمي، ويستمر لمدة أسبوع، ويتزامن هذا العام مع الذكرى الثلاثين لإعلان ومنهاج عمل (بيجين)، ولأول مرة، مهرجانًا وحدثًا متكاملًا لعرض أفلام هادفة ومؤثرة تُعنى بالمرأة، يتخلله نقاشات معمّقة وفعاليات جانبية لنساء أردنيات مبدعات، بمشاركة جماهير محلية تُسلّط الضوء على قضايا المرأة.
وأكدت سمو الأميرة بسمة، في كلمة، خلال انطلاق فعاليات الأسبوع في سينما الرينبو في عمّان، مساء أمس، أهمية هذا الحدث السنوي في تسليط الضوء على القضايا الملحّة والمصيرية للمرأة، ولا سيما زيادة مشاركتها في صنع القرار، وتغيير الصورة النمطية وغير المتوازنة عنها في كثير من المجتمعات حول العالم.
وقالت سموها، بحضور وزيرة الدولة للشؤون الخارجية الدكتورة نانسي نمروقة، وأمين عام اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة مها علي، والحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2011 وعضوة في مبادرة النساء الحائزات على جائزة نوبل توكل كرمان، إن “مهرجان فيلم المرأة” يشكل في كل عام فرصة للالتقاء بين الحضارات والتعرف إلى ثقافات الشعوب، وتسليط الضوء على قضايا عالمية مشتركة.
وبيّنت سموها أن هذا الحدث السنوي، بما يتضمنه من أفلام، يعكس قوة السينما كأداة في التحفيز والتغيير والتأثير على الرأي العام، وتسليط الضوء على القضايا المجتمعية، ومنها قضايا المرأة والتحديات التي تواجهها، وقدرتها على الصمود وإثبات ذاتها.
وأكدت أن دعم النساء في وسائل الإعلام يسهم في إيصال أصواتهن، ولفت الأنظار إلى معاناتهن، وزيادة الوعي المجتمعي بشأنها، ونقل تجارب وشجاعة النساء والفتيات في ظل النزاعات، مشيرة في هذا الإطار إلى الدور الحيوي للإعلام في تشكيل المفاهيم وتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
وأشادت سموها بدور الهيئة الملكية للأفلام لدعمها المستمر لمهرجان الفيلم في كل عام، وتعاون هيئة الأمم المتحدة للمرأة في هذا المجال، كما أثنت على صُنّاع الأفلام وكوادر التمثيل والإخراج المشارِكة في الأفلام.
بدورها، قالت منسقة الأمم المتحدة المقيمة في الأردن، شيري ريتسما-أندرسون، إن المهرجان يمثل مساحة تُروى فيها قصص النساء بصدق وشفافية، ويشكل إعلانًا حيًّا من فنانين، وسَرَدةِ قصص، ومنظمات مجتمع مدني، وهيئات أفلام، وجهات مانحة، وحكومات داعمة، بأن قصص النساء مهمة وملهمة، وأن أصواتهن يجب أن يُسمع لها.
وأضافت أن أفلام المهرجان لهذا العام هي مرآة تعكس حالات الفرح والحزن والقوة والنضال في حياة النساء حول العالم، وتدعو إلى نقاشات مهمة حول أبرز التحديات التي تواجه النساء اليوم.
وأشارت أندرسون إلى الإنجازات المهمة التي شهدها الأردن خلال العام الماضي، لا سيما في توسّع مشاركة النساء في الحياة السياسية، متجاوزًا المعدل الإقليمي لتمثيل النساء في البرلمان بواقع 20% من أعضائه.
وأكدت أهمية البناء على هذه الإنجازات، التي تعكس فهمًا متزايدًا بأن لا مجتمعًا يمكن أن يزدهر دون المشاركة الكاملة والمتساوية لجميع أفراده، بمن فيهم النساء، فيما اعتبرت أن مهرجان الفيلم يعكس الجهد الوطني الأوسع لدمج أصوات النساء في المجتمع ومجالات العمل المختلفة.
من جهته، أكد ممثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن، نيكولاس بيرنيات، أهمية إيجاد مساحات للنساء لإيصال أصواتهن وسرد قصصهن باستخدام مختلف الوسائل، بما فيها السينما.
وبيّن أن “أسبوع فيلم المرأة” يلعب دورًا محوريًا في هذا السياق، من خلال توفير فرص ملموسة لعرض المواهب الاستثنائية لصانعات الأفلام والمبدعات الأردنيات، والاعتراف المستمر بمساهمات هؤلاء النساء، وبما يُلهم الأجيال القادمة لإحداث التغيير الإيجابي عبر الصناعات الإبداعية.
بدوره، قال المدير التنفيذي للهيئة الملكية للأفلام، مهند البكري، إن “أسبوع الفيلم” يُعد مناسبة للاعتراف بالإسهامات الكبيرة للمرأة حول العالم، وحضورها الفاعل في جميع الظروف، وتغيير الصورة النمطية عنها، مشيدًا بالشراكة بين الهيئة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وأعرب عن تقدير الهيئة للدور القيادي الذي تلعبه نساء أردنيات في صناعة السينما، من خلال المشاركة في المهرجان عبر أفلام تمتاز بمحتوى هادف ومعبر، مؤكدًا حرص الهيئة على تخصيص برامج سينمائية متعددة وموجَّهة لدعم الحضور النسائي في هذا المجال، وتوفير الفرص لسرد قصص النساء، ومسارات مهنية تضمن تمكين المرأة واندماجها في سوق العمل السينمائي، وبما يتماشى مع رؤى التحديث التي تشهدها المملكة.
وأكد أن السرد السينمائي يُعد قوة لإيصال الصوت، ونشر الوعي، وتحفيز العمل والتغيير، وتسليط الضوء على كثير من القضايا التي تخص المرأة، وخاصة في النزاعات، كما هو الحال في غزة اليوم.
وبيّنت مديرة مهرجان أفلام المرأة، غادة سابا، أن المهرجان يشكل مناسبة لعرض قضايا المرأة والتحديات التي تواجهها من خلال الفن السابع، وعبر قصص حقيقية لا يمكن روايتها إلا من خلال عدسات الكاميرات.
وقالت إن المهرجان، الذي يدعو إلى تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، يتضمن أفلامًا تُعرض لأول مرة هذا العام، وتُعد غنية بما تحمله من قصص واقعية لنساء حول العالم يعانين من ظروف متشابهة من الإقصاء والحرمان والانتهاكات، وخاصة في ظل النزاعات والحروب.
واشتمل حفل الافتتاح على عرض الفيلم الأردني القصير “سكون” للمخرجة دينا ناصر، الذي يتناول قصة فتاة تعاني من تحديات في حياتها اليومية، ويستكشف رحلتها لاستعادة قوتها وثقتها في عالم غالبًا ما يتجاهل معاناتها. كما تم عرض الفيلم اللبناني “أرزة” للمخرجة ميرا شعيب.
وتشتمل عروض مهرجان “فيلم المرأة”، الذي يستمر حتى مساء الثلاثاء المقبل 15 نيسان، على عرض 14 فيلمًا عالميًا مختارًا تُقدَّم من خلالها رؤى متنوعة لقضايا النوع الاجتماعي، إلى جانب حلقات نقاشية وجلسات حوارية بمشاركة ممثلين عن الهيئة الملكية للأفلام، وصناع أفلام من الأردن والدول المشاركة، وسفراء وخبراء ومعنيين بقضايا المرأة.
