لمحة الإخباري _بقلم: دانيا الخلايلة
في مجتمعنا الذي كثيرًا ما يعتبر الزواج محطة أساسية في حياة الإنسان، قد يبدو غريبًا أن يشعر البعض بالخوف الشديد من هذه الخطوة. إلا أن رهاب الزواج، أو ما يعرف علميًا بـ Gamophobia، أصبح ظاهرة متزايدة في السنوات الأخيرة، خصوصًا بين فئة الشباب. يتحول الزواج بالنسبة للبعض من حلم وردي إلى هاجس ثقيل يتسبب بالقلق وربما نوبات الذعر، لكن ما الأسباب التي تقف خلف هذا الخوف؟ وكيف يمكن تجاوزه؟
رهاب الزواج ليس مجرد تردد عادي أو قلق طبيعي، بل هو خوف عميق وغير مبرر في كثير من الأحيان، قد يكون ناتجًا عن تجارب شخصية مؤلمة مثل المرور بعلاقة عاطفية فاشلة أو مشاهدة زواج فاشل داخل العائلة، مما يخلق صورة سلبية عن فكرة الارتباط. بعض الأشخاص يشعرون أن الزواج يهدد حريتهم واستقلاليتهم، فيرون فيه قيدًا بدلاً من شراكة. بينما يشعر آخرون بالخوف من الفشل وتحمل المسؤولية، خاصة في ظل الضغوط الاجتماعية والتوقعات العالية التي تُفرض عليهم.
الضغط المجتمعي نفسه قد يكون أحد أهم أسباب هذا الرهاب، حيث يتحول الزواج من خيار حر إلى واجب يفرضه المجتمع، ما يجعل الشخص يشعر أنه مقيّد وغير مستعد. كما تلعب الصورة النمطية السلبية عن الزواج دورًا كبيرًا، خاصة مع انتشار القصص والأفلام التي تُظهر العلاقة الزوجية وكأنها مليئة بالمشاكل والروتين القاتل.
لكن، مثل كل خوف، رهاب الزواج يمكن تجاوزه. البداية تكون بالاعتراف بالمشكلة وفهم الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الخوف. من المهم ألا يعمم الشخص تجارب الآخرين، فلكل إنسان قصته وظروفه. قد يكون من المفيد اللجوء إلى استشارة نفسية لفهم أعمق للمشاعر والتعامل معها بطريقة صحية. كما أن التواصل مع الطرف الآخر بصراحة حول المخاوف والتوقعات قد يساعد في بناء ثقة متبادلة تعيد تعريف العلاقة من جديد. الزواج لا يجب أن يُنظر إليه كعبء، بل كشراكة حقيقية فيها دعم، حب، ونمو مشترك.
وأخيرًا، من الطبيعي أن نخاف من الالتزام أحيانًا، خاصة عندما نأخذ هذا القرار بجدية. لكن لا تجعل الخوف يمنعك من فرصة حياة مليئة بالحب والمشاركة. خذ وقتك، افهم نفسك، وعندما تكون مستعدًا، لن يبدو الزواج تهديدًا، بل خطوة طبيعية نحو حياة مستقرة وآمنة.