محمد الداودية
أولا، كل التهاني إلى جلالة الملك وسمو ولي العهد ومعالي مدير المخابرات العامة، على الإنجاز الباهر الهائل، المتمثل في القبض على أربع خلايا ضالة مضللة أرادت الشر ببلدنا، فالحمد لله على انه وقانا وحمانا من الشر والأشرار.
يستدعي الواقع الراهن، من الجميع، إجراء المراجعات الدقيقة الأمينة، التي تسهم في المزيد من أمن بلادنا واستقرارها وسلامة الحياة السياسية، ودمج كل أطرافها في الحياة السياسية الأردنية، والتصرف على هدي مصالح الدولة الأردنية وإمكاناتها وحساباتها.
حزب جبهة العمل الاسلامي، مدعو إلى الانخراط الفعلي في «الأردنة»، كما تتونس إخوان تونس بعد تناوب دامٍ بين الدعوي والسياسي. وكما تدستر إسلاميو المغرب، بعد ان هجروا ثوب الجماعة الأفغاني.
حزب جبهة العمل الإسلامي مدعو إلى فك ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين وإعلان استقلاله عنهم ونبذ المتطرفين والموتورين والموتّرين من صفوفه، وعزل من يعبئون الشباب ضد نظامهم السياسي الراشد الديمقراطي.
هي نصيحة تدرأ دفع النظام السياسي الأردني إلى ان يلقيهم عن ظهره، كي يتوقفوا عن نتف لحيته، وكي لا يلاقوا مصير إخوان الإقليم !!
وتعالوا نتكاشف:
كل الأردن حمساوية ؟!
لماذا هذا الهتاف ؟! ألكي ينقل هذا الهتاف الولادي، الصراع والضغط إلى الأردن، بحجة سيطرة حركة حماس عليه ؟!!
ألا يعني هذا الهتاف «الحنجراتي» أن حزب جبهة العمل الإسلامي، هو مجرد غطاء، لا يستر ولا يحجب حقيقة انه تنظيم الإخوان المسلمين «أمّاية» حماس ؟!
وفي اللحظة التي توشك حركة حماس أن تُخرَج من قطاع غزة، نازفة، مستنزفة، ممزقة، يطلق الإخوان المسلمون هتافاتهم الاستفزازية، التي ترسل رسائل مضللة إلى الكيان الإسرائيلي وأميركا والعالم، مفادها أن حماس تسيطر على الأردن وعلى الضفة الغربية المحتلة !!
وتعالوا نتأمل الهتافات الولادية:
نحن رجال محمد ضيف !!
كل الأردن حمساوية !!
يا بيرقنا العالي يا بو عبيدة يا بيرقنا العالي!!
وآخرها:
الجيش العربي وين وين
نايم نايم نايم !!
لم يرفع مناضلو البكبات، المهووسون بالمايكات، صورة للملك عبد الله الذي يتفانى من أجل القضية الفلسطينية، على قاعدة المصالح الأردنية أولًا. وان الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين.
لم يرفع مجاهدو الشوارع الأردنية علم الشعب الأردني الذي حط دم قلبه في القضية الفلسطينية.
لم يتورع المتظاهرون الملثمون الذين يَعصِبون رؤوسهم بشريط حزب الله الأخضر، عن التحرش برجال الأمن العام، الذين يأكلون لحم من يقترب منهم نيًّا، لولا انهم الرجال المنضبطون كاظمو الغيظ، الذين يمسكون أعصابهم عند الاستفزاز والتحرش والغضب.
لقد أرسل المتظاهرون، الذين يتصدر الإخوان المسلمون مسيراتهم، أكثر الرسائل خطورة وتضليلًا.
فمن يتابع الهتافات والشعارات واليافطات والأغاني، التي تمر من تحت شوارب قادة المظاهرات الإخونجية، سيظن أن حماس تسيطر على مدننا الكبرى عمان والزرقاء وإربد.
وأن الأردن هو وطن حماس البديل، وقاعدة انطلاقها الأمامية الجديدة.
من يزعم أنه يكرس نفسه لاستقرار الوطن، لا يعمل لنفسه على حساب استقرار الوطن.
“
