لمحة الإخباري _نسمة تشطة -عمّان – قبل 14 عاماً، وفي خضم ما عُرف حينها بـ أحداث دوار الداخلية، صدح صوت دولة معروف باشا البخيت – رحمه الله – بكلمات لا تزال تتردد حتى اليوم في ذاكرة الأردنيين:
“سيكشفكم الأردنيون”.
كلمات قالها رئيس الوزراء الأسبق، لم تكن مجرد تصريح عابر وسط عاصفة من الاحتجاجات، بل كانت رؤية استشرافية*من رجل دولة امتلك نَفَسًا طويلًا في فهم الواقع السياسي وتوقع التحولات القادمة.
في لحظة كان فيها الشارع يغلي، اختار البخيت أن يخاطب ضمير الوطن، مؤكدًا ثقته في وعي الشعب الأردني وقدرته على التمييز بين الحراكات الصادقة وبين من يحاولون الركوب على موجة الغضب الشعبي لأجندات خاصة.
واليوم، وبعد مضي أكثر من عقد على تلك الأحداث، يتبين كم كان هذا الرجل سابقًا لعصره في فهم تعقيدات المشهد السياسي والاجتماعي. فقد أثبتت الأيام أن الأردنيين بالفعل كشفوا الكثير من الحقائق، وأعادوا رسم خطوط الوعي الجمعي تجاه القضايا الوطنية.
الراحل معروف البخيت، الأكاديمي والعسكري ورجل الدولة، لم يكن فقط صانع قرار، بل كان قارئًا للمستقبل، وعبارته الخالدة “سيكشفكم الأردنيون” أصبحت اليوم شاهدًا على حكمة رجل آمن بالشعب قبل أن يطلب منه أن يؤمن به.