لينا سامي البندك
في يومٍ مميز كهذا، احتفلت الجامعة الأردنية بعيد العَلم، الحدث الوطني الذي يرمز لوحدة البلاد وكرامة أبنائها، ويجسد القيم التي بُني عليها الوطن: العزة، والوفاء، والانتماء.
تزيّنت مباني الجامعة وساحاتها براية الوطن، ورفرفت الأعلام فوق المركبات وفي أيدي الطلبة، في مشهدٍ ينطق بالفخر ويعكس عمق العلاقة بين المواطن ووطنه.
عيد العَلم ليس مجرد مناسبة رمزية، بل هو لحظة تأمل واستحضار لما مرّ به الأردن من محطات مصيرية، وما بذله أبناؤه في سبيل الحفاظ على هويته وأمنه واستقراره. وهذا العام، يأتي الاحتفال في ظل ظروف حساسة تمر بها البلاد، بعد أن شهدنا بالأمس القريب أحداثًا تمسّ أمن الوطن وتهدد استقراره. ومع ذلك، أثبت الأردنيون مجددًا أن الانتماء الصادق لا تهزه العواصف، وأنهم يقفون صفًا واحدًا خلف مؤسساتهم، مؤمنين بأن الوطن خط أحمر لا يُمس.
رغم التحديات، ظل العَلم عاليًا، يرفرف بشموخ على مباني الجامعة الأردنية، كما لو أنه يعلن بصوتٍ واحد: “الأردن أقوى من كل محاولة عبث، وأصلب من كل من يحاول زعزعة أمنه”. في هذا المشهد، يتجلى المعنى الحقيقي للانتماء، حين يلتقي حب الوطن بالإرادة الشعبية، وتُترجم المواطنة إلى أفعالٍ لا أقوال.
الطلبة والأساتذة والموظفون، كلهم كانوا اليوم جزءًا من هذا المشهد الوطني، كلٌ منهم يحمل العَلم أو يقف تحته، وكأنهم يعبرون عن رسالة واضحة: العلم ليس فقط رمزًا للدولة، بل هو عهدٌ نُجدده كل يوم بأن نحمي هذا الوطن، ونبنيه، ونُعلي من شأنه، لا سيما في وجه كل من يحاول أن يعبث بأمنه أو يشكك في قدرته على الصمود.
الأردن، رغم صغر حجمه الجغرافي، كبيرٌ بثوابته، راسخ بقيادته، عميق في وعي شعبه. والمواقف الوطنية التي تتجدد كلما احتاجها الوطن، تؤكد أننا نعيش في بلدٍ لا يُكسر، لأننا نؤمن بأن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا.
إنّ مشهد العَلم مرفوعًا اليوم على السيارات والمباني ، بعد ليلةٍ حاول البعض فيها المساس بأمننا، هو خير دليل على أن هذا الشعب يعرف طريقه جيدًا، ويتمسك بهويته، ولا يسمح بأن تُمسّ كرامته الوطنية.
عيد العَلم هو مناسبة للاحتفال، نعم، لكنه أيضًا محطة للتأمل في معنى أن يكون لنا وطن، وأن يكون لنا علمٌ يجمعنا تحت رايته، في جامعةٍ وطنية عريقة مثل الجامعة الأردنية، التي كانت ولا تزال منبرًا للعلم والوعي، وصوتًا يعكس نبض الشارع الأردني الرافض لكل ما يهدد أمنه وسلامه الاجتماعي.
وفي النهاية، تبقى رسالة هذا اليوم واضحة: سنظل نرفع العلم عاليًا، لأنه رايتنا الجامعة، ودليلنا في وجه كل التحديات، ومصدر فخرنا في وطنٍ آمن، ومستقر، ومتماسك، اسمه الأردن.