م. بسام ابو النصر
لا شلت أياديكم وسلمت هذه الأيادي، أن وقى الله هذا الحمى من عبث العابثين، وما تخفيه هذي الوجوه المرتجفة من قتامة في تفكيرهم وسواد في نواياهم، وحمانا من الذين يتربصون بنا هنا وهناك، سلمت أياديكم أيها النشامى ان كنتم لهم بالمرصاد، وكنتم لكل يدٍ تمتد لتنال من وطني الوادع الذي أفتخرنا بقيادته واستقراره منذ نعومة أظافرنا ومرورًا بمن أطاح بصناع العبث والكراهية وفي كل محاولاتهم لم ينجحوا في النيل منا بفضل حماية الله والقيادة الملهمة للهاشميين، ووقوفكم فرسان الحق لكل الذين شاحت وجوههم، وتعرت نواياهم لكل ما يأتي على بلدنا بأي مكروه.
نعم لقضاءنا العادل الذي لن يتهاون في معاقبتهم، ونعم للأصوات التي علت لتعلن موقفها ضد هذه الطغمة الفاسدة، ونعم كل نبيل في وطني قال كلمة الحق انتصارُا لفرسان الحق، وأنتصارا لوطنٍ يتمشق دفة قيادته عبدالله وكل الخيارى من الهاشميين الذين ما أدموا حتى الذين يتربصون بنا الدوائر، فلم نرى هؤلاء المجرمين، معصوبي العيون يقادون للإعدام كما رأينا عند أبناء عمنا أثناء الربيع العربي وما بعده وقبله، ولم نراهم مكتوفي الأيدي أثناء التحدث عبر وسائل الإعلام، بل رأيناهم يمسكون بمقابض جرائمهم ويتحدثون بحرية، وكان لفرسان الحق ان أدار عملية القبض عليهم وتسليمهم للعدالة دون أن يقوم على معاقبتيهم.
لعلنا نستمع لكلمات جلالة الملك عندما قال ” مش عيب عليهم “، حيث كيف يفكر تنظيم احتضنته الدولة منذ اكثر من سبعين عامًا في إنشاء كيانٍ موازٍ للدولة على شكل مليشيا ما يشبه الكثير من الكينات التي تكونت في دولٍ مجاورة فقامت على التأسيس لدولٍ فاشلة اقتصاديًا وسياسيًا ، وبل أراقت دماء بريئة هنا وهناك، وبقي الأردن دولة قوية في مؤسساتها وتشريعاتها، وبقي نظام الحكم يكفل ديموقراطية الدولة، ما أثار إعجاب القاصي والداني، وكان ما حدث العام الماضي من شفافية جاءت بالكثير من الذين ظنوا علينا وحاولوا أن يضعوا بيننا حاجزًا من الثقة يضعهم في خانة المخلصين ويضعنا في خانة المتخاذلين، واتهموا الأجهزة الأمنية والنشامى أن أودعوا قيادات من هذا التنظيم ظلما وعبودية بينما كانوا يؤسسون لما يزرع بذور الفتنة ويقيمون ما يزعزع واصر الدولة وكياناتها المستقرة، وحتى في بيانهم المقتضب لم يشيروا من قريب
أو بعيد الى إدانة الفعل الاثم بل وإعتباره جزءا من المقاومة، فأي مقاومة تلك التي يتم إنتاج هذا النوع من الصواريخ والمتفجرات ولماذا الأردن بالذات، وهم يعلمون أن لديها أجهزة استخبارية وأمنية في غاية الحزم، وإن كان الهدف هو المقاومة فلماذا لا يقيمون مستودعاتهم ومشاغلهم في الدول التي استقدموا منها المال وقطع الغيار وتقنية الموت، كيف لنا ان نصدق أن هذا السلاح سيذهب للمقاومة، وكيف يعطي فصيلًا ما أن يعطي نفسه الحق في القيام بما يجب أن تقوم به الدولة، وإن كانت هناك نوايا لضرب بعض المصالح الأجنبية مثلًا، فلماذا الأردن، وإن تبين أن وراء هذه الأكمة حزب الله وإيران ودول اقليمية أخرى، فيجب أن تعلن هذه الدول موقفها وتدين ما حصل، مع إبقاء ما ستكون عليه نتائج التحقيق لاحقًا.
فرسان الحق ، سلمت أياديكم، وسلمت العقول التي أبقت ما تبقى من معلومات منذ 2021 كما صدر في بيانكم، لإجتثاث شأفة السوء، وإبقاء وطننا في المساحات الامنة والمستقرة، وحمى الله الوطن والقيادة الحكيمة التي تُشرف على إدارة المشهد الذي حمانا من إراقة الدم الطاهر، وحمى حتى هذه الوجوه المرتجفة، وشكرًا باسم كل الذين يملكون أرضًا وعرضًا ووطنًا كوطني لكل هامة من هاماتكم، وعيب على كل من يقف في خندق العابثين المتربصين.