_لمحة الاخباري _د. بسام روبين
إن ما صدر على لسان ترامب مؤخرا حول خريطة إسرائيل يشكل خطرا إستراتيجيا وتهديدا للأمن القومي العربي ،فالإحتلال يبدأ كطموح وتهويد القدس بدأ طموحا وانتهى بتهويدها وضم الجولان كذلك أما طموح التطبيع فقد إستمر لسنيين طويلة إلى أن تحقق وهنالك طموحات أخرى كثيره يعمل عليها البيت الأبيض كالتطبيع مع السعودية وباقي الدول العربية الصامدة في وجه التطبيع والإحتلال الإسرائيلي لفلسطين لم يأتي صدفة ولا فجأة بل حلما إسرائيليا زرعوه في عقول الساسة البريطانيين الذين إبتكروا من الحيل والمؤامرات ما مهد لإحتلال فلسطين وهزيمة الجيوش العربية أمام عصابات صهيونية مدعومة من الإستعمار البريطاني.
ويبدو أن هنالك ملاعب جديدة سيتم إستحداثها في المنطقة العربية فلا يمكن فهم طموح ترامب بتوسيع إسرائيل بمعزل عن تهويد القدس ولا يمكن إعتباره دعاية إنتخابية لكسب تأييد اللوبي اليهودي والذي وضع بيضة مبكرا في سلة ترامب بعد أن منحهم القدس كهدية من لا يملك لمن لا يستحق وقد يراد الإعلان المبكر لتوسيع إسرائيل لتصبح إسرائيل الكبرى يأتي في سياق أولي لهندسة بعض العقول العربية المهترئة التي باتت جاهزة ولا تمانع بقبول أي سيناريو قادم من الغرب حتى لو وصل الأمر إلى هدم المسجد الأقصى فلن يكون ذلك أعقد من قتل الأطفال والنساء وهدم المساجد والتجويع وجرائم الإبادة الجماعية في غزة والتي لم تشكل أي ردة فعل مناسبة لدى الشعوب العربية بل أصبحت تتعامل مع جرائم الكيان كأمر طبيعي معتاد فهنالك من يتابع المفاوضات المراوغة وبنفس الوقت يرصد جرائم العدو الصهيوني بارتكابه للمجازر بكل ساعة ولا يحرك ساكنا يذكر وعلينا كعرب ومسلمين أن لا نستهين بما قاله ترامب أمام مناصريه فقد يأتي اليوم الذي يطرح ما قاله للتنفيذ كما فرض صفقة القرن التي بدأ تنفيذها سرا والتنقل بين مراحلها بشكل غير إرادي وينبغي على الأمة العربية ان تستيقظ وتتصدى لتصريحات ترامب والتي تعتبر كبالون إختبار فهم يراقبون ردود الأفعال العربية والإسلامية على هذا البالون الإرهابي والعنصري الإجرامي الذي يسعى لتوسيع أرض إسرائيل على حساب الأراضي العربية والإسلامية ،وإذا لم يكن هنالك ردود أفعال رسمية تستنكر وتتصدى لما قاله ترامب فإن الصمت سيسهل على ترامب أو أية إدارة قادمة للبيت الأبيض للإنتقال إلى تنفيذ هذا التوسع فالإستراتيجية صهيونية والتنفيذ قد يكون بيد ترامب أو غير ترامب لذلك نحن بحاجة إلى لملمة الصفوف العربية لإصدار موقف موحد عن طريق جامعة الدول العربية التي أضاعت فرصا كثيرة بعدم رفع صوتها كما ينبغي في الأيام الخالية علها تنتبه للخطر الذي يدعو له ترامب فقد يهدم الأمن القومي العربي ونصبح مضحكة للتاريخ سيما وأننا إعتدنا على إلتزام الصمت المعيب أمام جرائم صهيونية خارجة عن القانون يتم إرتكابها يوميا في غزة.
وما زلنا نستقبل وفودا أمريكية وفرنسية وبريطانية بينما هم سبب مشاكل ومصائب الأمة العربية والإسلامية .
اللهم وحد العرب والمسلمين وإهزم اليهود الظالمين ومن والآهم.
العميد المتقاعد
الدكتور بسام روبين