لمحة الاخباري _تحليل خاص
تتّجه أنظار الوسط الإعلامي الأردني صباح الجمعة نحو صناديق الاقتراع في مدينة الحسين للشباب، حيث يختار الصحفيون نقيبهم الجديد وأعضاء مجلس نقابتهم، في محطة مفصلية لا تشبه سابقاتها. فالحدث اليوم يتجاوز مجرد استحقاق نقابي دوري، ليحمل بين طياته رهانات كبرى على مستقبل مهنة الصحافة، ومكانة الصحفيين، ودور النقابة كمظلة جامعة تحمي وتصون وتدافع.
في قلب هذه اللحظة التاريخية، يبرز اسم طارق المومني كمرشح ذي ثقل استثنائي، ليس فقط بفضل تاريخه الطويل في العمل الإعلامي، بل لما يمثله من رصيد مهني ونقابي يُشهد له به في كل منعطف. المومني ليس مجرد مرشح؛ بل هو “حالة صحفية” متكاملة، ظل فيها صوت المهنة حاضرًا حين آثر البعض الصمت، وموقفه راسخًا عندما مالت الموازين.
العودة إلى الأصل:
في زمن تعددت فيه التحديات وتراكمت الضغوط، يجد الصحفيون في المومني خيارًا يمثّل العودة إلى ثوابت النقابة ودورها الطبيعي. تجربته العميقة، وملامسته الحقيقية لنبض الزملاء، تمنحه قدرة خاصة على صياغة معادلة جديدة تعيد للصحافة هيبتها وللنقابة فعاليتها.
المرحلة المقبلة، كما يراها المتابعون، تتطلب “قيادة حقيقية” تُحسن التفاوض، وترسم السياسات، وتبني تحالفات تُفضي إلى قرارات، لا مجرد خطابات. صفات يُجمع كثيرون على أنها حاضرة في شخص طارق المومني، الذي لم يكن يومًا صدىً لموجة، بل صانعًا للموقف والمبادرة.
المنافسة حامية… لكن الفرز واضح:
يتنافس على منصب النقيب ثلاثة أسماء: جمال العلوي، وطارق المومني، وفلحة بريزات، ولكل منهم رؤيته وقاعدته، لكن حضور المومني يبدو مختلفًا، سواء في خطابه المهني أو في زخم الالتفاف حوله من قبل طيف واسع من الصحفيين.
أما على منصب نائب النقيب، فتتوزع المنافسة بين أربعة: جمال اشتيوي، نادر خطاطبة، عوني الداوود، وأيمن المجالي، فيما يشهد سباق العضوية تنافس 23 مرشحًا، مما يعكس حيوية المشهد واهتمامًا متزايدًا من الجسم الصحفي بإعادة الإمساك بمصيره.
الصحفيون غدًا لا يصوتون لأشخاص بقدر ما يصوتون لمسار. إنها لحظة مفصلية يُراد لها أن تكون بداية جديدة، تُعيد ترتيب الأولويات، وتضع الكلمة في مكانها الصحيح، والموقف في مقامه الصادق.
ولأن الأمانة ثقيلة، فإن الرهان على شخصية ذات وزن وقيمة بحجم طارق المومني، لم يأتِ من فراغ. بل من إيمان عميق أن النقابة لا تُبنى إلا برجالها، وأن المرحلة تستدعي من يعيد التوازن بين “السلطة الرابعة” وواقعها.
هي ليست مجرد انتخابات، بل لحظة مراجعة شاملة لما مضى، وبوصلة لما هو قادم. وغدًا، سيكون للاقتراع معنى أعمق من مجرد صندوق وصوت… إنه اختيار لمستقبل الكلمة وكرامة من يحملها.