يقول المثل الشعبي “لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك”، مثلٌ يعرفه الجميع، يحمل دلالات سلوكية وأخلاقية واجتماعية عميقة، فيشير مدلوله إلى حفظ الأسرار، وتجنب الانهماك في تتبُّع حياة الآخرين وخصوصياتهم، لكن طبيا فاللسان يعد أيضا مؤشرا عن حالتك الصحية فلا تتوقف وظيفة “اللسان” عند تذوق الطعام والمساعدة في البلع، لكن مظهره ولونه يكشفان عن الحالة الصحية العامة للإنسان، حسبما يكشف تقرير لموقع “theconversation”.
لسان الفراولة
ووفق موقع “ساينس أليرت” يمكن أن تتحول الألسنة إلى مجموعة مدهشة من الألوان، ومنها اللون الأحمر وفي هذه الحالة يطلق عليه “لسان الفراولة”.
ويجب دائما التعامل مع “لسان الفراولة”، فقد يشير إلى الحمى القرمزية، التي تسببها بكتيريا العقدية القيحية، وهي حمى شديدة العدوى ولكن يمكن علاجها بالمضادات الحيوية.
ولكن بدون علاج، يمكن أن تؤدي الحمى القرمزية إلى مضاعفات مثل الحمى الروماتيزمية، كما يمكن أن يشير “لسان الفراولة” أيضا إلى مرض “كاواساكي”، وهو اضطراب التهابي خطير محتمل، يُرى غالبا عند الأطفال، ويجب معالجة هذا المرض في المستشفى في أسرع وقت ممكن.
ويمكن أيضا رؤية “لسان الفراولة” في متلازمة الصدمة السامة، وهي حالة طارئة نادرة تهدد الحياة، وتنشأ الحالة نتيجة لغزو البكتيريا من الجلد للجسم، وإطلاق سموم ضارة، وتشمل أعراضها ارتفاع درجة الحرارة وآلام العضلات وطفح جلدي مميز يشبه “ورق الصنفرة”.
اللسان الأبيض
قد تتسبب حالات مثل مرض القلاع في تحول اللسان إلى اللون الأبيض، ويحدث ذلك نتيجة الزيادة في نماء نتوءات تشبه الأصبع “الحُليمات” على سطح اللسان.
وحسب موقع “مايو كلينك” فإن سبب ظهور الطبقة البيضاء إلى المخلفات والجراثيم والخلايا الميتة التي تنغرز بين الحُليمات المتضخمة والمتهيجة أحياناً.
الأسود المشعر
قد يتحول لون اللسان أيضا إلى الأسود الذي يبدو مظهره “مقلقا”، ولا يحتاج اللسان الأسود المشعر عادةً إلى علاج طبي، وتكون الحالة قصيرة المدى وغير ضارة عادة، حسبما يشير موقع “مايو كلينك”.
ويمكن أن يساعد التنظيف الجيد للفم واللسان على التخلص من اللسان الأسود المشعر، كما ويجب تجنب الأمور التي قد تسبب حدوث هذه الحالة المَرضية، مثل التوقف عن استخدام التبغ أو غسولات الفم المسببة للتهيج.
اللسان الجغرافي
نوع آخر من قد يبدو عليه اللسان وهو ما يعرف باللسان الجغرافي وتسمى هكذا لأن البقع تجعل اللسان يشبه “الخريطة”، وهي حالة التهابية ولكنها غير ضارة تؤثر في سطح اللسان، وتظهر البقع غالبا في منطقة واحدة ثم تنتقل إلى جزء مختلف من اللسان.
ورغم أن “اللسان الجغرافي” يبدو مقلقا، فإنه لا يسبب مشكلات صحية، وليس له علاقة بالإصابة بعدوى أو سرطان.
ووفقا لموقع “ساينس أليرت” قد يسبب “اللسان الجغرافي” في بعض الأحيان ألما في اللسان ويجعله أكثر حساسية لأطعمة معينة مثل التوابل والملح وحتى الحلويات، كما قد يؤدي اكتشاف “اللسان الجغرافي” إلى تشخيص اضطرابات أخرى مرتبطة به أيضا، وبينها الصدفية والأمراض التحسسية والربو والسكري.