في آخر ظهور علني بارز للممثل الفرنسي الشهير آلان ديلون الذي توفي الأحد عن 88 عاماً توجه إلى معجبيه في نص مؤثر، بلهجة أشبه بوصية. وقال آلان ديلون، خلال تسلمه للسعفة الذهبية الشرفية في مهرجان كان في مايو/ أيار 2019: «أشعر برغبة في شكر جميع أولئك الذين عبّروا لي بطريقة أو بأخرى عن عاطفتهم وتعاطفهم، وأكثر من ذلك». وأضاف: «بينما تشارف رحلتي نهايتها، أودّ أن أقول إنّي عرفت الكثير من الشغف، والكثير من الحب، والكثير من النجاحات والإخفاقات، والكثير من الجدل، والكثير من الفضائح، والقضايا المظلمة، والكثير من الذكريات، والكثير من الفرص الضائعة. واللقاءات العفوية، والكثير من الصعود والهبوط. وعندما لا تعود الأمجاد سوى ذكريات عبثية وبعيدة، ثمة أمر واحد فحسب سيبقى مشرقاً باستمراريته وطول بقائه هو أنتم، أنتم وحدكم». واستطرد: «فيا من صنعتم ما أنا عليه، ومن ستصنعون ما سأكون عليه، كان عليّ أن أقول لكم ذلك. أقول لكم شكراً، شكراً، شكراً». تاريخ فني حافل وكان ديلون محبوباً لدى الملايين من عشاق السينما مهما تنوعت أدواره بين سفاح أو مجرم أو قاتل مأجور، خلال قمة عطائه في فترة ما بعد الحرب. وتدهورت صحة ديلون منذ إصابته بسكتة دماغية في 2019، وكان نادراً ما يغادر منزله في منطقة فال دو لوار. وبزغ نجم ديلون في فيلمين للمخرج الإيطالي لوكينو فيسكونتي، وهما فيلم (روكو أند هيز براذرز) «روكو وإخوته» إنتاج 1960، وفيلم (ذا ليبارد) «النمر» إنتاج 1963. ولعب دور البطولة إلى جانب الممثل الفرنسي المخضرم جان جابين في فيلم (ميلودي أون سو-سول)، «أي رقم يمكنه الفوز» إنتاج 1963 ومن إخراج هنري فيرنوي. وحقق نجاحاً باهراً في فيلم (لو ساموراي) «الابن الروحي» إنتاج 1967 من إخراج جان بيير ميلفيل. ولم يتضمن دور القاتل المأجور الفيلسوف إلا النزر اليسير من الحوار وكثيراً من المشاهد الفردية التي أبدع فيها ديلون. وأصبح ديلون نجماً في فرنسا، وحظي بالإعجاب الشديد من الرجال والنساء في اليابان، إلا أنه لم ينجح بالقدر نفسه في هوليوود، على الرغم من تمثيله مع عمالقة السينما الأمريكية مثل بيرت لانكاستر الذي أدى دور مرشد القاتل (سكوربيو)، الشخصية التي جسدها ديلون، في الفيلم الذي حمل الاسم نفسه من إنتاج 1973. قصة صعود ولد ديلون في ضاحية على مشارف باريس في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني 1935، وبدأ حياته بمواجهة صعوبات جمة؛ إذ وضع في دار للرعاية في سن أربع سنوات بعد انفصال والديه. وفر من المنزل من قبل، وطرد عدة مرات من مدارس داخلية، قبل أن ينضم لمشاة البحرية الفرنسية ويخدم في الهند الصينية التي كانت مستعمرة فرنسية في ذلك الوقت. ووقع في مشكلات هناك أيضاً بسبب سرقة سيارة. وتنقّل في وظائف مختلفة عندما عاد لفرنسا في خمسينيات القرن الماضي، ثم قابل الممثل الفرنسي جون-كلود بريالي الذي اصطحبه لمهرجان كان؛ حيث جذب انتباه أمريكي يبحث عن مواهب، والذي رتب له اختبار أداء. وظهر بعدها في أول فيلم وهو «أرسل امرأة عندما يخفق الشيطان» في عام 1975. والراحل ديلون كان أيضاً رجل أعمال بجانب التمثيل، واستغل وسامته للإعلان عن مستحضرات تجميل، كما راهن على خيول في سباقات مع أصدقاء قدامى.