أصدر شيخ مشايخ بني حسن، الشيخ ضيف الله القلاب، البيان التالي :
(بيان)
قال تعالى” وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا”
و قال جلّ في علاه: “وَ مِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ”
صدق الله العظيم
لقد تابعت خلال الأيام الماضية مع اقتراب الإستحقاق الديمقراطي و بداية الحراك الإنتخابي الهجمة الشرسة التي يقودها البعض على العشائر الأردنية و محاولة النيل من رموزها من خلال حثّ أبناء العشائر بعدم الانخراط في الأحزاب السياسية و بالتالي عدم المشاركة في العملية الإنتخابية ؛ وهنا أودُّ أن أشير لما يلي علماً بأنّي لست مرشّحاً ضمن القوائم الحزبيّة او المحليّة.
لقد قاد جلالة الملك المعظّم عملية الإصلاح السياسي كجزء من منظومة الإصلاح الشاملة للنهوض والرقي بأردننا الغالي وشعبه العزيز ، من خلال توجيه الحكومات و المجلس التشريعي للخروج بقانون إنتخاب عصريٍّ تخدم مخرجاته الوطن و المواطن ؛ و تكون إفرازاته ترتكز في عملها التشريعي و الرقابي على برامج انتخابية حزبيّة شاملة (سياسية، اقتصادية، اجتماعية،…)
ليتسنى للناخب مستقبلاً محاسبة الحزب و عدم منحه الثّقة مرّة أخرى في حال التقصير أو الالتزام بما تعهّد به ، و بهذا يكون النقد بناءً و ليس جلداً للذات و النيل من مؤسسات الدولة.
و في هذا السياق أودُّ أن أؤكّد على أنّ العشائر هي نواة الأحزاب نظراً لما يمتلكه أبناؤها من مؤهلاتٍ و قدراتٍ علميّةٍ و ثقافيّةٍ و قياديّةٍ تستوجب انخراطهم في العمل السياسي الحزبي المنظّم الذي يرتكز على البرامج و الخطط الإصلاحية لشتّى الجوانب و جدّولتها حسب أولوياتٍ مرتبطةٍ بالزمن لضمان التنفيذ.
لطالما كانت العشيرة عماد الوطن و الداعم للدولة في جميع المجالات ، فقد قدّمت العشيرة الشهيد ، الوزير و النائب الأمين ، الضابط و الجندي المخلص لوطنه وقيادته، الموظف الغيور المتفاني ، و المعلم الذي انتهج حبّ الوطن في رسالته التعليمية.
و في هذا المقام استهجن ما بدر من بعض الأشخاص و خاصة من هم من أصحاب القرار و المرجعية الدينيّة عندما كتب قائلاً ” لا يجوز للشيوخ بأن يكونوا في احزاب، الشيخ يجب ان يكون للكل، ومن المعيب بأن يكون شيخ وحشوه في حزب معين”
حيث اتضح من كلامه بأنه يصدر فتوى شرعية (بعدم الجواز) وبهذا فأنه يعاكس رغبة سيد البلاد ويقف في طريق الإصلاح ؛ بينما نسمعه عندما يعتلي المنابر يدعو العامة لوجوب طاعة ولي الأمر!!! هل يصحّ بأنّ يتفوه رجل دين ويصف من يسير في ركب الجماعة لما فيه خير الوطن بـ(المعيب)!!!ألم يقول نبينا محمد عليه الصلاة و السلام “أتيت لأتمم مكارم الأخلاق” ؛ وبهذا فأنه تنطبق علية الآية القرآنية الكريمة التي استشهدت بها في بداية حديثي.
إخواني و أخواتي الأعزاء
ما زلت ثابتاً ومتمسكاً على موقفي بأنّ العشيرة هي سند الوطن و عماده.
موجهاً الدعوة لأبناء الوطن عامّة والعشائر خاصّة للمشاركة في العملية الانتخابية و الانخراط في الأحزاب السياسية التي سيخصّص لها مستقبلاً غالبية مقاعد مجلس النواب وفقاً للقانون ، و الإثبات للجميع بأنّ العشيرة ماضي مشرّف وحاضر و مستقبل مشرق للوطن. وأنها قادرة على التكيّف مع المتغيرات السياسية و متطلبات العصر الحديث ؛ مع المحافظة على قيمنا و مبادئنا الأصيلة ، و على قدرتها على المشاركة في صنع القرار جنباً إلى جنب مع كافّة أبناء الوطن من شتّى المنابت و الأصول ، و رسم أجمل صور الوحدة الوطنيّة وترابط النسيج الوطنيّ.
لقد عشنا عاشقين لتراب الوطن، و عندما نموت سيحتضننا التراب الذي عشقناه مطمئنين بأنّ أبنائنا وأحفادنا ماضون في مسيرة البناء التي يقودها سيّد البلاد.
حمى الله الأردن أرضاً و قيادةً و شعباً
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
“ضيف الله القلاب العموش”
19-8-2024