لمحة االاخباري _وفاء إسماعيل
قال نقيب النحالين الدكتور محمد الربابعة إن التراجع الملحوظ في إنتاج العسل وحبوب اللقاح خلال عام 2023 يعود إلى غياب الدعم الحكومي الممنهج لقطاع تربية النحل، إلى جانب الظروف الجوية غير المواتية والتحديات المتزايدة التي تواجه النحالين.
وأوضح الربابعة أن ضعف الموسم المطري أثّر سلباً على الغطاء النباتي، ما أدى إلى تراجع وفرة المراعي الطبيعية التي يعتمد عليها النحل بشكل مباشر، وهو ما انعكس على كميات الإنتاج. ولفت إلى أن النحالين سعوا إلى تعويض هذا النقص من خلال زيادة إنتاج الطرود والملكات، لكن ذلك يُعد خياراً اضطرارياً، وليس تحولاً في أولوياتهم كما يُعتقد.
وأشار إلى أن إنتاج الطرود لا يغني عن العسل كمصدر رئيسي للدخل، لكنه يشكّل حلاً مؤقتاً للنحالين في ظل موسمين متتاليين من التراجع، وانعدام أي سياسات حكومية داعمة، سواء على مستوى التمويل، التدريب، أو الحماية من المنافسة غير العادلة.
وأكد الربابعة أن واحدة من أبرز التحديات التي يواجهها القطاع أيضاً هي ظاهرة غش العسل، التي تسيء إلى سمعة المنتج المحلي وتضعف ثقة المستهلك، مشدداً على ضرورة تعزيز الرقابة والتشريعات لضمان الجودة. كما أشار إلى إغراق السوق بالعسل المستورد، الذي يباع بأسعار منخفضة قد تكون غير منطقية، ما يضع النحال الأردني في منافسة غير متكافئة.
كما نبّه إلى الخطر المتزايد من الاستخدام العشوائي للمبيدات الزراعية، التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى نفوق أعداد كبيرة من النحل، مشيراً إلى غياب التنسيق بين المزارعين والنحالين، في ظل غياب تعليمات واضحة من الجهات المختصة لحماية النحل من التعرض المباشر للمبيدات.
وأضاف الربابعة أن النحال الأردني يعتمد بشكل شبه كلي على جهوده الذاتية، في ظل غياب أي برامج دعم رسمية أو سياسات حكومية واضحة، موضحاً أن بعض المبادرات المحدودة تأتي من جهات غير حكومية، لكنها لا تكفي لتطوير القطاع أو حمايته من الانهيار.
وأكد في ختام تصريحه أن تقييم القطاع لا يمكن أن يتم بناءً على سنة واحدة فقط، بل يتطلب قراءة ممتدة لعشر سنوات على الأقل لفهم التغيرات المناخية والاقتصادية وتأثيرها على طوائف النحل، داعياً إلى استراتيجية وطنية شاملة للنهوض بالقطاع.