أطلقت وزارة الاتصال الحكومي الحلقة الأولى من بودكاست المخصصة لموقع “عين غزال” عبر قناتها على يوتيوب، مستعرضة قصة اكتشاف واحد من أهم المواقع الأثرية في العاصمة عمان.
استضافت الحلقة الدكتور خير ياسين، الذي ارتبط اسمه بهذا الموقع الخالد والذي يحمل في طياته أسرارًا وآثارًا تحكي حكاية عصور سابقة.بدأ الدكتور ياسين حديثه عن كيف كانت عين غزال تحتضن المروج الخضراء، المليئة بحبوب وخضار، ما جعلها مكانًا مفضلًا للمواطنين في عمان. كان النهر الذي يجري في قلب الموقع يشكل ملاذًا للسباحين والمستجمين، حيث كانت هذه المياه تجري بأصواتها الموسيقية عبر تلك الأراضي البكر.ولكن الأمر لم يتوقف عند حدود الجمال الطبيعي؛ فقد كشف ياسين كيف كانت عين غزال منارة للتقدم الفكري الإنساني، إذ كانت أول مكان يعرف صنع تماثيل تشبه الإنسان، ما يدل على وجود مجتمع متكامل يمارس العبادة، ويمتلك حكومته وتنظيمه الخاص. كانت تلك الاكتشافات سببًا في إعادة التفكير فيما نعرفه عن تطور الحضارات.بينما كان يتحدث، استرجع ياسين ذكرياته الخاصة عن صداقته مع الملك الحسين بن طلال -طيب الله ثراه- وتلك اللحظات السعيدة التي قضياها معًا في فريق كرة القدم بالكلية العلمية الإسلامية، حيث كان الطلاب يلعبون الكرة دون أن يدركوا أن أحدهم ينتمي إلى العائلة الهاشمية .انتقلت الحلقة لتسلط الضوء على موضوع أكثر شجنًا، وهو استيلاء الجانب الإسرائيلي على مخطوطات البحر الميت حيث تحدث ياسين بحرارة عن كيفية احتفاظ الأردن بمجموعة من هذه المخطوطات في متحف “روكفلر” الفلسطيني.وأوضح ياسين في حديثه كيف أنه اتخذ خطوات لحماية تلك المخطوطات، حيث قام بإخفائها في مكان آمن بعيدًا عن الأنظار، فقط ليكتشف المكان لاحقًا بفضل سيدة مسنّة، ما أدى إلى استيلاء الإسرائيليين عليها.من خلال هذه القصة، تجلى لنا ليس فقط تاريخ عين غزال، بل أيضًا قوة الذكريات والمواقف، وكيف تتداخل فيها الهويات والتاريخ والبحث عن الهوية كانت هذه الحلقة بداية مثيرة لجولة عبر الزمن، أظهرت لنا أن ما نخسره في الماضي يبقى حياً في ذاكرتنا.