في الوقت الذي حذرت فيه شخصيات وطنية من تواصل الاستباحة الإسرائيلية للأرض والدماء العربية في فلسطين ولبنان، أبدى آخرون شماتتهم في اغتيال حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني .
اللافت كان في ارتفاع صوت الداعين إلى مواصلة المقاومة الذين أكدوا أنها السلاح الوحيد الباقي في يد العرب.
في السطور التالية استطلاع لآراء خبراء السياسة حول الحدث الجلل وتداعياته على المنطقة .
د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية يقول إن حرب تكسير العظام التي تدور حاليا بين اسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان تزداد عنفا وضراوة ساعةً بعد ساعة مع التصعيد الاسرائيلي المتزايد لوتيرة هذه الحرب، والتي بلغت ذروتها باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مع عدد من كبار قادة الحزب السياسيين والعسكريين بضربة جوية استهدفتهم، ونجحت في تحقيق الهدف المرسوم لها.
ويضيف أن العنف المفرط الذي يستخدمه الاسرائيليون في هذه الحرب، ووحشيتهم المتناهية في الانتقام بهذا المستوي غير المسبوق من التدمير الشامل، وهو ما تجاوزت به اسرائيل في حربها الجديدة علي جنوب لبنان كافة الخطوط الحمراء، باتت تنذر كلها بإلقاء لبنان، وليس الضاحية الجنوبية وحدها، في محرقة ستلتهم الكثير مما سوف تجده في طريقها.
ويوضح أن الاسرائيليين يريدون بتحديهم لكل دول المنطقة، ولايران بشكل خاص، بهذه الطاقة الجهنمية من العنف المسلح، الترويج من جديد لأسطورة جيشهم الذي لا يقهر، وأن يد اسرائيل العسكرية الطويلة قادرة علي الوصول اليهم في كل مكان لتضربهم بأكثر مما قد يتوقعون منها.. وأن السلام والتطبيع والاعتراف لم يعد يشكل اولوية استراتيجية قومية مهمة بالنسبة لهم بعد ان أصبحت القوة هي طريقهم الي تغيير الواقع الراهن لصالحهم ، وأن من لا زال يبحث عن السلام معهم فليأت اليهم، لكنهم لن يذهبوا اليه، لافتا إلى أن هذه هي غطرسة القوة بأجلي معانيها وهي ما تجعل قادة المؤسستين السياسية والعسكرية في اسرائيل يتحدثون الي العالم بلهجة تتسم بالغرور الزائد والاستعلاء الشديد وكما لم نسمعه منهم من قبل.
ويوضح أستاذ العلوم السياسية أن لهذا الأمر دلالته ومغزاه كمؤشر علي عمق ما يحدث حاليا من تحولات في التوجهات والمواقف والسياسات الاسرائيلية..وينذر بأخطار مستقبلية علي اوضاع الامن والاستقرار في هذه المنطقة لا اول لها ولا آخر.
ويقول إنه لا خلاف علي ان كثيرا من المعطيات الاقليمية الجيوسياسية المهمة التي كانت قائمة قبل عملية طوفان الاقصي قد تغيرت جذريا بتغير موازين القوة الاقليمية، ومعها بطبيعة الحال معادلة الصراع العربي الاسرائيلي.، كما تعيش المنطقة كلها الآن حالة ضبابية مخيفة، وعلي نحو يدفع الجميع الي التساؤل : ماذا بعد.؟
وما هي نهاية هذا السيناريو الرهيب والمنطقة كلها تعيش فوق صفيح ساخن ؟ وإلي متي سوف تظل اسرائيل هي وحدها صاحبة القرار الحاسم في كل ما يتعلق بأمور الحرب والسلام؟.
من جهته يقول الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين رئيس تحرير صحيفة الشعب إن استشهاد السيد حسن نصر الله أمر محزن ومؤلم لكل أنصار المقاومة وأنصار الحرية والتحرر من ربقة الهيمنة الامريكية الصهيونية على بلادنا العربية ، مشيرا إلى أن نصر الله قاد المقاومة الاسلامية ضد الاحتلال الاسرائيلى للبنان منذ 16 فبراير 1992 وهو نفس اليوم الذى اغتيل فيه السيد عباس الموسوى الأمين العام السابق بضربة جوية اسرائيلية ، لافتا إلى أن السيد نصر الله كان مستهدفا من العدو الاسرائيلى على مدار 32 عاما .
وأردف” حسين”: “هكذا كانت إرادة الله ، وهكذا كان قدره هو الذى حماه طوال هذه السنين” .
أما السفير فرغلي طه مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق فيعلق على اغتيال نصر الله بقوله: “بعد حرب اكتوبر ١٩٧٣ ، وغياب قادتها بالموت أو التقاعد ، لم تخش إسرائيل أحدا فى العالم العربى إلا المقاومة اللبنانية ممثلة فى حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله،رحمه الله..إن غيابه ومحاولات تصفية حزب الله ستكون بلاشك خسارة كبيرة للقضية الفلسطينية”.
في ذات السياق ترى د.عالية المهدي العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم والعلوم السياسية أن كل طفل فلسطيني و لبناني تم تشريده و قتل أهله هو …حسن نصر الله و إسماعيل هنية و غيرهما.
وأردفت” المهدي” في نبرة ملؤها الغضب: “و لك يوم يا نتنياهو…. قريبا إن شاء الله”.
من جانبه قال الأكاديمي المصري د.يحيى القزاز إن العربدةالصهيونية دليل جبن السلطات العربية وليس دليل قوتها.
ويضيف: “العدو الإسرائيلى خلفه أمريكا وحلف الناتو،والمقاومة خلفها جبن وخيانة عربية/إسلامية.”.
وقال القزاز إن قتل حسن نصرالله يعنى انفراط عقد المقاومة المساندة لفلسطين، واستباحة كل الدول العربية، مؤكدا أنه لاشيء يدعو للصمت.
واختتم داعيا للخروج للقتال قبل أن يصير نساؤنا سبايا.