لمحة الإخباري _خاص- في السياسة الأمريكية، تبرز رموز الحمار والفيل كأيقونات متجذرة تعبر عن الهوية السياسية للحزبين الديمقراطي والجمهوري. فما هو سرّ هذين الرمزين، وكيف تحوّلا إلى شعارات تعبر عن قوى سياسية كبرى؟بدأت قصة الحمار، الذي يمثل الحزب الديمقراطي، في القرن التاسع عشر. يُقال إن السياسي الديمقراطي أندرو جاكسون كان قد وُصف من قبل خصومه بـ”الحمار” بسبب عناده، غير أن جاكسون قرر تقبّل السخرية واستغلالها كرمز إيجابي لحملته الانتخابية، ليعبر عن الصبر والإصرار اللذين يتميز بهما. ومنذ ذلك الحين، أصبح الحمار رمزاً للديمقراطيين، يجسد الروح العملية والتحمل في مساعيهم لتحقيق أهداف الحزب.أما الفيل، الذي يمثل الحزب الجمهوري، فقد ظهر لأول مرة عام 1874 في كاريكاتير سياسي نشرته صحيفة “هاربرز ويكلي”. الفيل، الذي يرمز إلى القوة والثبات، أصبح يمثل الجمهوريين كحزبٍ يتميز بالبأس والقدرة على حماية مصالحه بصلابة، معبرين بذلك عن التزامهم بقيم المحافظة والاستقرار.وبالرغم من اختلاف التوجهات السياسية بين الحزبين، إلا أن الحمار والفيل أصبحا جزءًا لا يتجزأ من الثقافة السياسية الأمريكية، حيث يعكسان رؤى وتوجهات متباينة في مجتمع متنوع وصاخب. وبينما يعتبر الديمقراطيون أن رمز الحمار يعبر عن عنادهم في مواجهة التحديات، يرى الجمهوريون في الفيل قوة استثنائية تعكس طموحاتهم ورؤيتهم الثابتة للمستقبل.ختاماً، يبقى الحمار والفيل رمزين سياسيين يحملان دلالات عميقة تتجاوز مجرد رسومات، لتمثل أيديولوجيات وأفكار تتصارع على قيادة واحدة من أقوى دول العالم.