قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إن هناك فوارق كبيرة ومهمة جدا بين قطاع غزة وجنوب لبنان، وخاصة من ناحية الجغرافيا وطبيعة الأرض والإمكانات التي بحوزة مقاتلي حزب الله اللبناني.ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” في وقت سابق عن جنود احتياط إسرائيليين قولهم إن تكتيكات حزب الله مماثلة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، لكن القتال في لبنان أصعب.
وأوضح العميد جوني -في تحليل للمشهد العسكري بلبنان- أن الأرض التي تدور عليها المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان تساعد على القتال، بخلاف الأرض في غزة، فهي مسطحة نسبيا وتخلو من الأشجار والغابات.كما أن حزب الله قام منذ مدة طويلة وخاصة بعد حرب يوليو/تموز 2006 بتحضير الأرض بشكل كبير، ولديه القدرة والإمكانات، لأنه كان يتوقع المواجهة الحتمية مع الاحتلال.ويكمن الفرق بين قطاع غزة وجنوب لبنان -كما يضيف العميد جوني- في كون حزب الله لديه القدرة على تدريب عناصره وإعداد مجموعات متخصصة، ولديه الدعم الكبير والعميق.أما في غزة المحاصرة، فقد خضعت حركة حماس لرصد ومراقبة كبيرة من الأجهزة والطائرات الإسرائيلية، بالإضافة إلى أن حدود غزة مع مصر لم تكن مفتوحة.والنقطة الأخرى التي يضيفها الخبير العسكري والإستراتيجي تتعلق بخبرة حزب الله في القتال وبمعرفته بالاحتلال الإسرائيلي وبتقنياته، لأنه خاض معه جولات عديدة من القتال.كذلك فإن حزب الله يمتلك ترسانة من الأسلحة، منها صواريخ باليستية وإستراتيجية، ولديه القدرة على تصنيع المسيّرات وإطلاقها، ولديها العمق الواسع لإطلاقها.ويذكر أن حزب الله ظل يرد يوميا -عقب اندلاع الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023- بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية، وبقصف مناطق وأهداف في وسط إسرائيل.وبدأ الجيش الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2024 عملية برية في الجنوب اللبناني بهدف “ضرب وتفكيك البنية التحتية العسكرية لحزب الله” في المنطقة، حسب قول الاحتلال. وتأتي هذه العملية البرية ضمن عملية أوسع أطلقتها إسرائيل في لبنان في سبتمبر/أيلول 2024 تحت اسم “السهام الشمالية”