يشير الدكتور بيكخان خاتسييف أخصائي جراحة السمنة إلى أن الخصائص العقلية لا تؤثر فقط على نوعية الحياة، بل وتحفز أيضا تطور أمراض خطيرة أخرى، من بينها السمنة.
ويقول: “يعاني الأشخاص الذين لديهم زيادة في الوزن في أحيان كثيرة من اضطرابات الأكل، مثل الجوع العاطفي – عندما جسديا لا يرغبون في تناول الطعام، لكنهم بسبب أحاسيس ومشاعر مختلفة يفرطون في تناول الطعام. والإفراط في تناول أطعمة محتوية على سعرات حرارية عالية خلال نوبة الاكتئاب، يصبح أحد مصادر السعادة”.
ووفقا للطبيب، غالبا ما يصاحب الاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى اللامبالاة وفقدان الحافز لممارسة النشاط البدني وتناول الطعام الصحي. ولهذا السبب يظهر الوزن الزائد الذي يمكن أن “يتطور” لاحقا إلى السمنة التي بدورها تؤثر في الصحة العقلية.
ويقول: “يفضل الأشخاص المصابون بالسمنة تقليل ظهورهم في الشارع خوفا من الحكم عليهم، لأنهم يشعرون بالذنب والعزلة الاجتماعية، ولديهم تدني احترام للذات”. وكل هذا يمكن أن يسبب تطور اضطرابات الاكتئاب والقلق.
ويشير الطبيب إلى أن الأنسجة الدهنية نشطة في عملية التمثيل الغذائي وتؤثر سلبا على السيروتونين والدوبامين اللذين ينظمان المزاج والعواطف.
ووفقا له، تتطور السمنة، خاصة على خلفية الخصائص العقلية، دون أن يلاحظها أحد وتتطلب مساعدة متخصصين.
ويقول: “السمنة مرض مزمن انتكاسي يؤدي إلى الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري وأمراض أخرى، يتطلب علاجها مساعدة فريق متعدد التخصصات – طبيب نفساني، وجراح السمنة، وأخصائي تغذية، وأخصائي الغدد الصماء. والعلاج الأكثر فعالية للسمنة حاليا هو جراحة السمنة. ويشهد المرضى بعد الجراحة انخفاضا في وزن الجسم بنسبة تزيد عن 60 بالمائة خلال 1-1.5 سنة، كما يعاني 75 إلى 90 بالمائة منهم من شفاء من النوع الثاني من داء السكري يستمر مدة خمس سنوات وأكثر”.
المصدر: Gazeta.Ru