أظهرت دراسة جديدة التأثيرات الصحية المدمرة الناتجة عن قلة النوم، حيث قدمت صورة مرعبة لمستقبل الأشخاص الذين يفتقرون إلى النوم الكافي.
في هذه الدراسة، تم تصميم شخصية افتراضية تُدعى “هانا” لتوضيح التأثيرات الجسدية والنفسية الناجمة عن قلة النوم، استنادًا إلى دراسات أكاديمية منشورة منذ عام 2010. تلك الدراسات تناولت الآثار السلبية لقلة النوم على مختلف أجزاء الجسم، مثل الدماغ، الجهاز المناعي، العضلات، الجلد، العينين، والشعر. عمل فريق البحث مع فنانين ورسامي الرسوم المتحركة لتصميم “هانا” بهدف رفع الوعي حول خطر العادات غير الصحية المتعلقة بالنوم.
تم تقديم صورة ثلاثية الأبعاد تظهر كيف يمكن أن يتغير جسم الإنسان بسبب قلة النوم. حيث عانت “هانا” من عيون حمراء، تجاعيد، وفقدان الشعر (الثعلبة)، بالإضافة إلى مشاكل جلدية مثل اليرقان. ولم تقتصر الآثار السلبية على التغيرات الجسدية فحسب، بل أظهرت “هانا” أيضًا تدهورًا في الذاكرة قصيرة المدى وزيادة في حساسية الألم، إلى جانب آلام في الكتفين والظهر. كما أصبحت أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية مثل البرد والإنفلونزا.
وأوضحت الدراسة أن الإرهاق الشديد الناتج عن قلة النوم جعل “هانا” غير قادرة على ممارسة الرياضة، مما ساهم في زيادة وزنها بشكل ملحوظ. كما أن قلة النوم أثرت على الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الجوع والشبع، ما ساعد في تفاقم مشكلة زيادة الوزن. والأكثر إثارة للقلق هو أن قلة الحركة تسببت في ضمور عضلاتها، مما جعل ذراعيها وساقيها يظهران أصغر في الحجم.
من جانبه، قالت الدكتورة صوفي بوستوك، خبيرة النوم التي تعاونت مع “Bensons for Beds” في إنشاء شخصية “هانا”: “لقد تسارع البحث في السنوات الأخيرة حول أهمية النوم الجيد والمستمر لصحة الإنسان، لكن الكثير منا لا يدرك التأثيرات السلبية لقلة النوم على وظائف الجسم المختلفة”. وأضافت: “الدراسات أظهرت أن قلة النوم المزمنة تزيد من خطر الإصابة بعدد من الأمراض مثل السمنة وأمراض القلب ومرض السكري من النوع 2، وقد تكون العواقب صحية وخيمة إذا استمر هذا النمط”.
وأوضحت ليزا ريتشاردز، مديرة التسويق في “Bensons for Beds”: “تمثل شخصية “هانا” أسوأ سيناريو لما قد يحدث لشخص يعاني من عادات نوم غير صحية وفراش غير مريح. هدفنا هو تحفيز الناس على الاهتمام بجودة نومهم”.
وأوصت الدراسة ببعض النصائح لتجنب الآثار السلبية لقلة النوم، مثل ممارسة النشاط البدني بانتظام، الحفاظ على مواعيد نوم ثابتة، التعرض لأشعة الشمس الطبيعية، تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وتنظيم مواعيد الطعام بحيث يتم تناول الوجبات قبل النوم بوقت كاف.
