شهر او أقل يفصلنا عن يوم الأقتراع في ٢٠٢٤/٩/١٠،فهل هذه المدة القصيرة تكفي لقراءة عشرات البرامج التي ستنهال على الناخب، المُتسمر امام الشاشات غاضباً من أخبار مذابح اهلنا الصامدين في غزة، هل سيتمكن من الاختيار من بينها ما يتوافق مع افكاره ومصالحه وتحقق له ما يصبو اليه من مجلس نوابٍ قوي يراقب الحكومات بنزاهة ويشرع قوانين مُحكمة لمستقبل اجيالنا القادمة..؟!
اُريح القارئ من الجواب، وأقول:لا… لم يعد هناك مُتسع لقراءة متمعنة للبرامج المطروحة… لكن… الرِهان مطروح على الناخب الذكي، ونحن شعبٌ، ومهما ظَلمنا المُتذاكون والمُتعالمون، ساكني الأبراج العاجية، ومثلهم ممن يملكون “سيف المعزِ وذهبه”، نعم نحن شعبٌ ذكي، لا يهمه قراءة السطور، بل التدقيق على ما بين السطور، وقراءة الممحي منها،… لا يهمه حركات السجع والترادف والخطابات”العرمرمية” التي تقذفها الألسن، بل يقرأ العيون وشدّة لمعانها، ألسنا نحنُ من علّمنا اجدادنا ان”العيون مغاريف الحكي”…
راقبوا المرشحين، إنفذوا إلى مصداقية كلامهم، إسالوا عن ماضيهم وما سلف من اعمالهم، خصوصاً هؤلاء الذين كانوا في مواقع القرار ومناصب المسؤولية، انزعوا عنهم ألقاب”الباشوية” و”المعالي” و”العطوفة”… فهم الآن بحاجتكم، وتبعّوا على حركاتهم، ها هم يصافحون” عامل الوطن” ويعانقون “الغفير” والحارس والمراسل وبائع البسطة… وكل هؤلاء المنسيين، الذين حجبت عنهم ستائر نوافذ سياراتهم الفارهة رؤية وجودهم طوال الأربعة سنوات الفاصلة بين مجلس وآخر…!
انفتح الزّار، وخيمة السيرك كبيرة، امامكم احزاب ومرشحين حزبيين، وهم نوعان، احدهما ممتد الجذور في التربة السياسية الأردنية، وليسوا ابناء “إمبارح”، دفعوا ثمناً غالياً من سني شبابهم، وكان كلامهم”مدفوع رده”، ما وهنت عزيمتهم بالتبشير بالأصلاح والتغيير، انتظموا بالأحزاب يوم كانت الأحزاب محظورة بفعل قوانين استثنائية، وما همهم التضييق عليهم وحرمانهم من الوظائف العامة وحتى الخاصة، قبضوا على الجمر حتى استحالت اصابعهم شموعاً تنير الدرب لأجيال الشباب الأردنيين الصاعدين نحو المستحيل… فلا تخذلوهم، وخذوا بيدهم، فلن يخذلونكم ولن يخذلوا وطنهم…
اما النوع الثاني من الأحزاب، فأنتم تعرفونهم، قيل لهم “إدارياً” كونوا… فكانوا، وبدأت انزالاتهم، مجحفلين بالمال الحرام منه و”الحلال” يوزعون الشيكات و”الوعود” من رصيد نفوذهم السابق في السلطة وشبكة علاقاتهم العامة، القائم معظمها على”الفساد” وشراء الذمم والفهلوة الأجتماعية والنفاق في الموالاة، والتي سرعان ما تنقلب الى”معارضة” ثاني يوم من خسارة “الكرسي”… ومثل اولئك خذو على أيديهم و” قفوهم انهم مسؤولون”، مسؤولون عن كل هذا الخراب الذي أحاق بوطننا، من مديونية وبطالة وتخبط وتدهور في التعليم والصحة والنقل والبنية التحتية، مسؤولون لأنهم أصموا آذانهم عن أنين الشعب وتوجيهات القائد، الذي حفي لسانه وهو يطالبهم القيام بواجباتهم والنزول للميدان ومعالجة الأوضاع اولاً بأول، فما كان منهم إلا ما ترون!
كل المرشحين بحاجتكم، وبحاجة صوتكم… آه ما اروع الإنتخابات، حينما يصبح كل فرد من الخمسة مليون مواطن ومواطنة، شخصاً مهماً بذاته، مُعترف بكيانه، من حيث هو ذات فاعلة، وليس رقماً في عديد السكان!
الكل يتسابق لنيل رضاكم، فلا تستعجلوا بقول “ابشر” ولا تذوبوا خجلاً من “قرابة” او ابتسامة او عناق”كذابي”، بل قولوا فقط “ابشر يا وطن”!
فهل نستطيع… نعم نستطيع.
الإنتخابات وسؤال البرامج
موقع إخباري أردني شامل مستقل ينقل لكم الأخبار المحلية والعالمية اول بأول بصدق وشفافية ننقل لكم الخبر لتكتمل عندكم الصورة