لمحة الاخباري _على هامش الصراع السياسي في سورية، يتصدّر الاهتمام الشعبي السوري بشكل وهُويّة الدولة السورية القادمة، وينحصر الأمر فيما يبدو بشكل اللباس الخارجي للمرأة، ففي البلدان العربية، قياس حُريّة الشعب، تُقاس بمدى انفتاح المرأة، وإغلاقها بالحجاب، أو العادات، وما شابه، وهو أمرٌ مُنتقد بالنسبة لبعض النخب في سورية، فهُويّة البلاد يُفترض أن تكون أكبر من مساحة لباس تُمنح للمرأة أو تُسحَب منها.
الجدل والتجادل في سورية يتصدّر المنصات، بعد أن سيطرت حكومة هيئة تحرير الشام على المشهد السياسي، والاجتماعي، بعد سقوط الدولة السورية، والمخاوف تتزايد، ولكن هذا لا يُلغي حالة الاستحسان التي يُعبّر عنها البعض في سورية، مع مقدم حكومة تقول إنها إسلامية، أو إخوانية ستحكم بشريعة الإسلام على الأقل كما كان حكمها في عاصمتها السابقة إدلب قبل سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
انتشرت في سورية ورقة مُوجّهة للنساء في باصات النقل الداخلي وفي الأماكن العامّة أيضًا تقول وفي مطلعها حديث منسوب للنبي محمد الأكرم يقول فيه: صنفان من أهل النار لم أرهما: نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها…
ثم كُتبت شُروط حجاب المرأة المسلمة الشرعي:
أن يكون ساترًا لجميع البدن
أن لا يُشبه ملابس الرجال ولا الكافرات (لا يشرح المنشور من هن الكافرات هنا) وسط التنوّع الطائفي والديني في سورية.
أن يكون واسعًا غير ضيّق
أن لا يكون مُعطّرًا
أن لا يكون شفّافًا
أن لا يكون به زينة
أن لا يكون لباس شهرة
أثارت هذه الشروط حفيظة النساء السوريات، لكن اعتبرت سوريات أُخريات أن هذه الشروط غير إلزامية، يخشى طيف ثالث من النساء السوريات فرض تلك الشروط لاحقًا.
ردّت ناشطات سوريات على الحملة المُنتشرة في مواصلات وشوارع سورية، بحملة مضادة قلن فيها: “لقد حصلنا على الحرية من أجل الجميع، اختاري ما تشائين من الملابس في سورية الحرّة”.
وكتبت الناشطات السوريات شُروط اللباس الحر في إطار ورقة تُشبه تلك التي انتشرت في وسائل النقل الداخلي وهي:
ألّا يكون مفروضًا عليكِ
أن يكون عاجبك وعلى ذوقك
أن يُشعرك بالثقة والراحة
أن يُعبّر عن شخصيّتك
أن يُرضيك أنتِ ويُناسبك
أن يكون باختيارك ورغبتك
أن يكون ما تريدين
وكان لافتًا بالورقة المُضادّة، بأنه جرى اختيار مرأة سورية ترتدي بنطالًا، وتي شيرت عليه العلم السوري الجديد، فيما اختارت ورقة الحجاب الشرعي صورة لمرأة ترتدي العباءة السوداء كاملًا ساترةً للوجه والجسد مع النقاب الأسود وأشبه بلباس السعوديات قبل فترة الانفتاح التي تشهدها العربية السعودية.