لمحة الاخباري _بقلم دارين الجلاغيف
تسعى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الأردن إلى دعم الطلبة الجامعيين من خلال تقديم المنح والقروض التي تهدف إلى تمكين الطلبة المتفوقين والمحتاجين ماديًا من تحقيق أهدافهم التعليمية وتعزيز فرصهم في سوق العمل. ومع ذلك، يواجه العديد من الطلبة تحديات تعيق استفادتهم الكاملة من هذه البرامج.
وضعت الوزارة مجموعة من الشروط للاستفادة من المنح والقروض، تتضمن:
- أن يكون الطالب أردني الجنسية.
- أن يكون منتظمًا في جامعة أو كلية معتمدة.
- أن يحقق معدلًا دراسيًا لا يقل عن 60% (ما يعادل 2.0).
- أن يكون من الفئات الأقل حظًا ماديًا.
وبالرغم من أهمية هذه البرامج، إلا أن التعديلات الأخيرة على الشروط أضافت عقبات جديدة أمام الطلبة.
فقد تم إلغاء احتساب النقاط الإنسانية، مثل مرض الوالدين أو وجود حالات عجز في الأسرة، التي كانت تزيد من فرص حصول الطلبة على الدعم.
كما أن الكثافة السكانية وتوزيعها بين المدن والقرى تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم المنافسة، حيث تختلف أعداد المتقدمين بين المناطق الحضرية والريفية، مما يؤدي إلى عدم تكافؤ الفرص.
إلى جانب ذلك، أثار تخفيض النقاط المخصصة للتفوق الأكاديمي من 400 إلى 200 نقطة في العام الدراسي 2024-2025 جدلًا كبيرًا، حيث قلل من أهمية التميز الأكاديمي في عملية التقييم.
بلغ عدد المتقدمين للمنح والقروض الجامعية هذا العام 81,680 طالبًا وطالبة، في حين يتوقع قبول حوالي 44,000 فقط بين منح كاملة وجزئية وقروض، وذلك ضمن ميزانية قدرها 50 مليون دينار خصصت لصندوق دعم الطالب، وفقًا لما صرح به المستشار الإعلامي مهند الخطيب.
ولضمان تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص التعليمية، يمكن اتباع مجموعة من الحلول، منها:
- تسهيل شروط المنح والقروض: إعادة النظر في المعايير لتكون أكثر شمولية وإنصافًا.
- زيادة الدعم المالي: تخصيص ميزانية أكبر لصندوق دعم الطالب لزيادة عدد المقبولين.
- تطبيق سياسات تعليمية عادلة: مراعاة الظروف الاجتماعية والإنسانية للطلبة وتحقيق التوازن الجغرافي في توزيع المنح والقروض.
في ظل التحديات المتزايدة، يناشد الطلبة جلالة الملك عبدالله الثاني بالتدخل لزيادة الدعم المخصص لصندوق دعم الطالب وضمان شمولية المنح والقروض لجميع المستحقين. ويأمل الطلبة أن يكون هذا التدخل الملكي أداة لتحقيق العدالة التعليمية وتكافؤ الفرص في الأردن.
إن التعليم هو الركيزة الأساسية للتنمية والنهضة في أي مجتمع، ومنح الطلبة فرصًا متساوية للحصول على التعليم العالي يعزز من قدراتهم ويسهم في بناء مستقبل أفضل للأردن. وعلى الجهات المسؤولة أن تسعى لتحقيق هذا الهدف من خلال تطوير السياسات وزيادة الدعم لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من الطلبة.