لمحة الاخباري _ياسمين الخلايلة
في غفوة اللّيل ووسطِ أنوارِ السّماء، اتَّسَعت الآفاق وفتِّحَت أبوابُ الكون، في لحظةٍ عظيمةٍ مَهيبةٍ مُعظَّمةٍ وَقُورة، في رحلةٍ تجسَّدَت كجسرٍ من عالمِ الفناء والزّوال إلى عالم البقاء والدَّوام، رحلةٌ وكأنَّها مفتاحٌ سرِّيٌ إلى عالم الغيب، رحلةٌ لم ولن يحظى بها سوى رجلٌ عظيمٌ مُهابٌ مُبَجَّلٌ صادقٌ أمينٌ خيِّرٌ كريم، رجلٌ تنبثقُ الفطرةُ السّليمةُ الخيِّرة من قلبِّهِ وروحه وفكرهِ وعقله.
رحلةٌ مثَّلَت درساً وعِظةً لكلِّ إنسانٍ في معنى الصَّبرِ والاحتِساب، في لحظةٍ فريدةٍ من نوعها، وبينَ أجنحةِ الملائكة وشذا الجنَّةِ وطيبها، في ليلةٍ مُقدَّسةٍ عظيمة، ارتقى الشّريفُ المُهابُ العظيم بجسدهِ وروحهِ الطّاهرين محمولاً على شدَّةِ الصّفاء وشدِّة التّلألئ وشدِّةِ البريق، محمولاً على البُراق، إلى السّماء ليصلَ عند قمَّةِ العظمة، ويتجلَّى أمامَ عينيهِ الشّريفتين سرَّ الوجود.
في رحلةٍ عند عرش الخالق استُنبِطَت لنا قوانينُ الحياةِ الرّوحية، وفُرِضَت علينا لحظاتُ خشوعٍ وتأمُّلٍ وحوارٍ روحيّ، فُرِضَت علينا لحظاتُ ارتباطٍ عميق بينَ الضَّعيفِ الفقيرِ الذّليل والعظيمِ القويّ الغنيّ العزيز.
الإسراءُ والمعراج، لحظةٌ شُرِّفَت فيها كلُّ سحابةٍ في السّماء بعبقِ وريحِ رسولنا الكريم عليه السّلام، رحلةٌ تكلَّلَت بمواساةِ وتعظيم العظيم سبحانهُ لنبيهِ وحبيبهِ عليه السّلام، رحلةٌ ارتسمَت فيها مساراتُ الدّنيا بإشراقةٍ جديدة، فتلوَّنَت الأرضُ بألوان التّقوى ونورِ الهداية ، وفُرِضَت علينا فيها تلاوةٌ وخشوعٌ وركوعٌ وسجود، ليرتفِعَ فيها المُذنِب المقصِّر برحمةِ ربِّهِ إلى أعلى منازلِ الجنان.
قال تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُو السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدَقَ اللّٰهُ العظيم.
اللَّهُمَّ صلِّ على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه، بعدد أوراق الأشجار، كلِّ ورقةٍ ألفَ ألفٍ، وصلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمَّد بعدد قطرات المياه، كلِّ قطرةٍ ألفَ ألفٍ، وصلٍّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمَّد بعدد حبَّات الرّمال، كلِّ حبَّة ألفَ ألفٍ.
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه بعدد من صلَّى عليه، وصلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمَّد بعدد من لم يُصلِّ عليه، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد بعدد من سيُصلي عليه، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد كما يجب أن يُصلَّى عليه، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمَّد عدد ما ذكرهُ الذاكرون وغفلَ عن ذكرهِ الغافلون وصلِّ وسلِّم على سيدنا محمَّد عدد ما كان وعدد ما سيكون وصلِّ وسلِّم على سيدنا محمَّد عدد الحركات وعدد السكون وصلِّ وسلمِّ على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمَّد كما تُحب أن يُصلَّى عليه.