لمحة الاخباري _دعاء بدران
هل تساءلت يومًا ماذا يحدث داخل جسمك أثناء الصيام؟ هل له تأثير أعمق من مجرد الامتناع عن الطعام والشراب؟ الحقيقة أن الصيام ليس مجرد عبادة أو وسيلة لإنقاص الوزن، بل هو عملية بيولوجية مذهلة تساعد في تنظيف وتجديد الجسم وحمايته من الأمراض، ومن بينها السرطان
عند الصيام لفترات طويلة وتحديدًا بعد 16 إلى 18 ساعة يدخل الجسم في حالة بيولوجية تُعرف بـ “الأوتوفاجي”، وهي كلمة يونانية تعني “التهام الذات” في هذه المرحلة يقوم الجسم بتكسير وإعادة تدوير الخلايا التالفة والمخلفات المتراكمة مما يساعد في تجديد الأنسجة وتحسين وظائف الخلايا يمكن اعتبار الأوتوفاجي بمثابة آلية تنظيف ذاتية حيث يتخلص الجسم من الأجزاء المعطوبة التي قد تؤدي إلى مشكلات صحية مثل السرطان والتهابات المفاصل والأمراض العصبية مثل الزهايمر والباركنسون وحتى السكري من النوع الثاني
السرطان ينشأ عندما تفقد الخلايا قدرتها على تنظيم نموها وتموت الخلايا التالفة أو غير الطبيعية عند غياب الأوتوفاجي تتراكم هذه الخلايا التالفة مما يزيد من خطر التحولات السرطانية من ناحية أخرى عندما يتم تحفيز الأوتوفاجي يقوم الجسم بمسح هذه الخلايا غير الطبيعية مما يقلل من خطر تطور الأورام
إذا كنت ترغب في تعزيز هذه الآلية المفيدة يمكنك تحفيز الأوتوفاجي من خلال الصيام المتقطع حيث يساعد الامتناع عن الطعام لفترات طويلة مثل 16 ساعة على تحفيز هذه العملية الحيوية كذلك النوم العميق له دور مهم في إصلاح الخلايا وتعزيز الأوتوفاجي كما أن ممارسة الرياضة وخاصة التمارين المكثفة مثل الجري وتمارين المقاومة تساعد بشكل كبير في تعزيز تنظيف الخلايا بالإضافة إلى ذلك اتباع نظام غذائي صحي والابتعاد عن السكريات الزائدة والمأكولات المعالجة والاعتماد على الدهون الصحية والبروتينات الجيدة يسهم في تحفيز الأوتوفاجي وتحسين صحة الجسم بشكل عام
الصيام ليس فقط فرصة لتنقية الروح بل هو أيضًا وسيلة علمية مثبتة للحفاظ على صحة الجسم من خلال تعزيز الأوتوفاجي يمكنك تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وزيادة طول العمر والشعور بالحيوية والنشاط