أطلقت أمانة عمان، اليوم الخميس، خطة عمان للعمل المناخي الثانية ودراسة تقييم المخاطر المناخية الأول.
وأكد أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة، أن خطة العمل المناخي لمدينة عمان المحدثة تؤكد على الالتزام بالأهداف الطموحة لخفض الانبعاثات الكربونية، كما تركز على تعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة والتعلم المستمر من التجارب المحلية والدولية الناجحة.
وبين أن الخطة تعد وثيقة حية ستواصل الأمانة البناء عليها، وسيتم إجراء تقييمات دورية للخطة وتحديثها لتحقيق الأهداف المناخية وبما يتناسب مع التغيرات في سياق المدينة والفرص الجديدة.
وقال إن الخطة التي جاءت بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)، تهدف إلى دمج العمل المناخي في جميع جوانب العمل الذي تقوم به أمانة عمان الكبرى، لتعزيز استدامة المدينة.
وأضاف الشواربة خلال إطلاق الخطة، بحضور عدد من المدراء المعنيين في الأمانة والخبراء في مجال التغير المناخي، وبمشاركة مختلف المنظمات الدولية، إن خطة العمل المناخي الأولى التي تم إطلاقها في عام 2019 خطوة طموحة نحو بناء مدينة مستدامة ومزدهرة ملتزمة بالتعهدات التي قدمتها عمان تحقيقاً لأهداف اتفاقية باريس للتغير المناخي وأهداف التنمية المستدامة ومتطلبات عضويتها في شبكة المدن الأربعين C40، وتنفيذا لرؤية الأمانة لتصبح مدينة عمان محايدة كربونيا ومنعة مناخيا بحلول عام 2050.
وأشارت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن رندة أبو الحُسن، “نحن في لحظة محورية في جهودنا العالمية لمكافحة آثار تغير المناخ، وأن كل من الخطة والدراسة المتعلقتين بالتغير المناخي والاستدامة تمثلان التزامنا الجماعي بمستقبل أكثر استدامة ومرونة، حيث تعكس التقدم الذي أحرزناه والتحديات التي نستمر في مواجهتها لرسم خريطة الطريق للعمل الذي ينتظرنا”.
من جهتها، قالت منسقة البرنامج الوطني في برنامج الأمم المتحدة المهندسة ديما أبو ذياب، إن للمدن دوراً متزايد الأهمية في التصدي لظاهرة تغير المناخ، إذ تعتبر المدن مسؤولة عن 75 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال قطاع المباني والنقل، إلا أن لها دورا كبيرا في التخفيف من آثار التغير المناخي والتصدي لها من خلال إنشاء بنية تحتية مرنة قادرة على الصمود لمواجهة آثار التغير المناخي.
وأشارت أبو ذياب إلى أهمية ودور التخطيط الحضري المستدام والمرن في ظل التوقع بازدياد عدد السكان الحضر حاليا على مستوى عالمي ومحلي.
كما قدمت المستشار المحلي للبرنامجين في التغير المناخي المهندسة ريم هلسة، عرضا لمخرجات تقرير المخاطر المناخية، والتحاليل المبنية على البيانات لمدينة عمان، والخرائط المكانية وسيناريوهات الهشاشة لمدينة عمان وتأثرها الحالي والمستقبلي بالتغير المناخي.
كما قامت المهندسة نسرين داوود من مدير وحدة التنمية المستدامة في أمانة عمان، بعرض ملخص حول محتويات خطة عمان للعمل المناخي التي تم بناؤها على نهج أكثر توازنا في التخفيف من أثر التغير المناخي والتكيف معه، وهي جوانب ربما لم يتم تقديرها بشكل كاف في الخطة الأولى، كما جرى عرض المجالات التي تتطلب تحسينات مستقبلية بناء على قدرات الأمانة الحالية والتحديات المستقبلية المتوقعة والتأكيد على ضرورة مأسسة العمل المناخي ضمن كافة مجالات عمل أمانة عمان، وهو ما أكد عليه المستشار المهندس إياد الهليس في مداخلته حول إدماج العمل المناخي في نظام التخطيط الحضري الجديد لأمانة عمان الكبرى الأمر الذي يمثل فرصة غير مسبوقة وفي التوقيت المناسب لمواءمة الأطر التنظيمية مع الأهداف المناخية.
يشار إلى أن خطة عمان للعمل المناخي الثانية ودراسة تقييم المخاطر المناخية الأولى جرى إعدادهما ضمن برنامج “التنمية العمرانية المستدامة وكفاءة الموارد” الممول من مرفق البيئة العالمي، ومشروع “التنمية الشاملة والآمنة والمرنة والمستدامة في المناطق الحضرية المستضيفة للاجئين السوريين في الأردن وتركيا” الممول من قبل من برنامج الأمم المتحدة البيئي UNEP تحت إشراف عدد من الخبراء المحليين والدوليين وشبكة المدن الأربعين C40 التي قدمت الدعم الفني في كل خطوة من العملية.