لم يعد سرا أن المنطقة حبلى بالمفاجآت وتحيط بها مخاطر عديدة، ونحن في المملكة الأردنية الهاشمية في قلب الحدث وليس عند حوافه، ولهذا فإن كل أردني عاقل راشد واع يستحضر في هذا المقام وحدتنا الوطنية‘ بإعتبارها رأس مالنا الأهم والضمانة الأكبر لسلامة واستقرار بلدنا العزيز.
هذا الاستحضار للوحدة الوطنية في هذا الوقت بالذات، يجب أن يكون سبيلنا في القول والعمل والسلوك، فعلى صخرة الوحدة الوطنية الأردنية تحطمت عبر التاريخ كل محاولات الأشرار الذين أرادوا بهذا البلد سوءا.
وهذا يعني أن الوحدة الوطنية الصادقة تتجلى في التفافنا جميعا ومن شتى المنابت والأصول حول الوطن وحول العرش ورمزه جلالة الملك وولي عهده ,ونبذنا لكل ما قد يعكر صفو هذا الألتفاف الوطني الأصيل, والذي أسهم وعبر المحطات والمفاصل التاريخية كافة, في حماية الوطن وتعزيز مسيرته ,وتجسيد دوره الصادق في الدفاع عن قضايا الأمة ,وفي مقدمتها وعلى رأسها اليوم وكل يوم قضية فلسطين, والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق ورعاية المقدسات الأسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
الوحدة الوطنية ليست شعارا ينادى به في فراغ ,وإنما هي ممارسة وطنية أخلاقية لا عذر لأحد في التنكر لها ,فنحن جميعا في مركب واحد نواجه المخاطر والمصاعب صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد .
تتكاثر في هذه الأيام الأشاعات والأتهامات ومحاولات تشويه صورة وموقف بلدنا على يد الكثيرين سواء أكان ذلك من جانب الأحتلال الأسرائيلي البغيض , أو من جانب أعوانه وسواهم من الحاقدين على هذا البلد الصامد ,ولهذا فأن الرد على كل هذه المحاولات هو بتأصيل وحدتنا الوطنية والترفع الأخلاقي عن صغائر الأمور, وكل من قد يحاول شرخ سلامتنا المجتمعية وإثارة النعرات والفتن بين أبناء الوطن الواحد لا قدر الله .
حمى الله الأردن من كل شر , ورفع الظلم والعدوان عن الشعب الفلسطيني الشقيق , وأعاننا في هذا البلد على أن نظل وكعهدنا دائما, خير نصير له حتى يتمكن من إسترداد حقه الأبلج ودحر المعتدين الظالمين وأعوانهم .
الله من أمام قصدي